خرافة الولاية والحكم باسم الدين
تعتبر فكرة “الولاية” من أبرز الأفكار التي استغلها بعض الحكام على مر التاريخ لتبرير سلطتهم وحكمهم.
ترتبط هذه الفكرة ارتباطًا وثيقًا بدعوى تمثيل إرادة الله وحمل رسالته السماوية، مما يمنح الحاكم هالة من القدسية يصعّب معها على أي معارض ان يمارس حقوقه او يتحدى شرعيتهم.
تُعرّف الولاية بأنها سلطة أو حق في الإدارة والتدبير، وقد تم تسيس هذا المصطلح على مر العصور بما يتناسب مع بقاء هذه الجماعات على رأس السلطة.
ارتبطت الولاية بالخلفاء الراشدين وأئمة أهل البيت، حيث اعتبرهم البعض ورثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإمامة والقيادة،
ومع مرور الزمن، تحولت هذه الفكرة إلى أداة سياسية يستخدمها الحكام لتقوية سلطتهم وشرعنتها.
الحكم باسم الدين بين الشرعية والدكتاتورية.
اليوم تستند جماعة الحوثي على الدين لتبرير حكمهم، مدعين أنهم يحكمون باسم الله وأنهم نوابه على الأرض. هذا الادعاء منحهم شرعية دينية لا يمكن الطعن فيها، مما سمح لهم بقمع المعارضة وتكميم الأفواه باسم الدين.
أدت فكرة الولاية والحكم باسم الدين إلى تجميد الفكر والتوقف عن الاجتهاد، حيث أصبح كل ما يقوله الحاكم هو الصواب.
كما تتعمد هذه الجماعة استخدام الدين لتبرير الكثير من الممارسات الظالمة، مثل القمع والاستبداد والفساد.
أدت الخلافات حول مسألة الولاية إلى انقسام المجتمع اليمني وتكوين طوائف متناحرة وذلك بسبب سياسة جماعة الحوثي التي تعمد لتجهيل الشعب اليمني وزرع افكارهم العقائدية والسلالية بعقول الشعب وبالأخص الجيل الصاعد.
كما حالت هذه الأفكار دون تقدم المجتمع وتطوره، حيث ركزت على الحفاظ على الوضع القائم وتقديس الماضي ضاربين بالمستقبل عبر الحائط.
إن فكرة الولاية والحكم باسم الدين هي فكرة خطيرة تهدد كيان المجتمع اليمني وتعرقل تقدمه يجب علينا أن نفرق بين الدين والسياسة، وأن نرفض أي محاولة لاستغلال الدين لأغراض سياسية.
يجب علينا أن نؤمن بأن الدين هو رسالة سلام ورحمة هدفه هو بناء مجتمعات عادلة ومتسامحة.