هــنـاك غـيـركَ لا تـخـلو مــن الـيـأسِ
فـكـيف بـالـمدنِ الأعـتى مـن الـبؤسِ
وكـيفَ بـالعادمات الـقوتِ فـي وطـنٍ
كـمـا تـركـناهُ فــي لا وعـيـهِ الـحـسي
وكــيــف بـالـيـمـن الـمُـلـقى بـقـارعـةٍ
مــن الـطريقِ طـريقِ الـرومِ والـفرسِ
وكـيـف تـخـرجُ مــن لا قُـبـلةٍ حـدثتْ
لـوحـشـة تـتـمـشى قــبـل أن تُـمـسي
ولــــن تــكــون وحــيــداً أيُّ مـمـلـكةٍ
هـي الـنفوس الـتي زاوجتَ بالطرسِ
وكـيـف تـفـعلُ فــي بـيـتٍ ولـدتَ بـهِ
هـنا حـبوتَ هـنا تـعدو هنا الكرسي
وأيــن تـذهـبُ فــي مـنـفاكَ كــل فـمٍ
يقولُ تسكبُ أنتَ الصمتَ في الكأسِ
مـتى الـغيابُ يُـعزي الـحُرَّ عـن حُـرقٍ
تُـميتُ أجـمل مـا في الأُنسِ من أُنسِ
كـمـا اعـتـقدتَ تـماماً بـعدُ مـا اتـفقوا
عـلـى إدانــةِ مــا عـانـوا مـن الـبخسِ
مـهـمـشـونَ وصـولـيـونَ فـــي رتـــبٍ
مــن الـخـواءِ خــواءَ الـنعمةِ الـمُنسي
هــنــا هــنــاك وراء الــزهـو مـضـيـعةٌ
لـقـيمةِ الـمـرءِ بـيـن الـنـفسِ والـنفسِ
ومـــا فـرغـنـا تـمـامـاً بـعـدُ يــا غـدنـا
مــن الـتـورط بـيـن الـيـوم والأمــسِ
أمــسُ مــا نـحـنُ أن نـنـجو بـوحدتنا
لــمـا تـبـقـى لأجــل الـعـاملِ الـنـفسي
لأنـــنـــا كــلــمــا ازدادتْ مــراجــعـنـا
تــأزم الـوضـعُ هـل إدراكـنا عـكسي ؟
أكــادُ أوجــعُ نـفـسي بـالـوقوف عـلى
جــراحــنـا إنــنــا نــحـتـاجُ لــلــدرسِ
تــوحــدوا أيــهــا الـبـاكـونَ ألـطـفـكم
هـو الـذي مـسحَ الـباقي عـلى الفأسِ
تــذكــروا أيــهــا الــبـاغـونَ مـبـدأكـم
كـأنكم نحنُ .. ما أمسى ؛ بكم يُمسي
لـــم الـبـكـاء عـلـى مــرأى عـواصـمنا
إذ الـعـروبـةُ لا تـــدري عـــن الـقـدسِ
عــلـى الـمـنـافي تـواتـرنـا مـصـالـحنا
مــع الـنـوايا وعـشـنا عـيشةَ الـنحسِ
ونـحـن نـضـحكُ حـتى مـن مـصائبنا
قـديـمـة هـــذه الأوجـــاعُ يــا بـأسـي
وفـي الرجالِ رجالٌ في القلوب هوى
وفـي الـسعيدةِ كـانت يـقظةُ الشمسِ
هــنـا تـرافـقنا فــي الـحـقل تـحـرسنا
مــن الـظـلالِ تُـسـمي نـابـتَ الـغـرسِ
وحـيـنـمـا نـتـمـشى الآن فـــي دمــنـا
فـنحن آخـرُ مـن نـخشى مـن الطمسِ
لــم تـنسنا الأرضُ مـاضينا نـصافحها
بـفـقـرنا وحــقـول الـقـمحِ والـحـدسِ
بـحـقـنا أن نـعـيش الـحـلمَ .. رغـبـتنا
بـثـأرنـا .. قــلـقَ الـمـحكوم بـالـحبسِ
بـحـزنـنـا بـأغـانـيـنا الــســلام عــلــى
مــن لا بــلادَ تـسـاوي غـتـرةَ الــرأسِ
نيويورك ٣١ أغسطس ٢٤ م