شمعة مباركة !!
هكذا يتبادل الكثير من أبناء محافظة تعز _ جنوب اليمن _التهاني نهاية كل أسبوع بحلول يوم الجمعة المباركة ، لاغرابة في ذلك فقد استقبلوا شهر رمضان الماضي بالشموع و قاموا بتوديعه بالشموع .
أنها الكوميديا السوداء في فصولها المثخنة بالألم و الوجع المستمر لدرٌة المدائن و سيدة المدن تعز .. أيقونة الزمان وفرادة المكان .
عشر سنوات عجاف من الحرب والحصار والدمار تقابلها عشر سنوات من العتمة و الظلام الدامس ، تختزل في ثناياها فصولاََ من المأساة لغياب الكهرباء الحكومية وخروجها عن الخدمة و حرمان أهلها ، تلك سنونُ القحط والعتمة و الدمار تحكي زمناّّ مرعباّّ وليالٍ سوداء وهي لعمري كفيلة لإنتفاضةِ شعبِِ بأكمله .
في حين نجدُ أن دولاََ تحتفل بمناسبة مرور نصف قرن أو يزيد على عدم انطفاء التيار الكهربائي لثانيةٕ و احدة .
وضع كارثي ،ومفارقة عجيبة و مقارنة تراجيدية ، تبعثُ على الخيبة و الألم وتجعلنا في مواجهة واقعنا المحبط والأشد إيلاما وخيبة .
لكن يبقى الأمل .. فإن بحتٔ أصواتنا ؛ فلن تفتر عزيمتنا ولن تنكسر إرادتنا ، ولن تذبل حروفنا و أقلامنا للمطالبة المستمرة بعودة الكهرباء الحكومية لهذه المحافظة المنكوبة.. كحق من حقوق المواطنة السوية ، أسوةََ بالمحافظات المحررة .. فالكهرباء الحكومي ملكنا جميعا .. وهي حقنا كلنا ومن قال حقي غلب .
طاب يومكم و شمعتكم مباركة .