زيارة العليمي لتعز
القليل من الأمتار كانت تفصل بين بيت الشيخ الأحمر وبين المبنى الذي يسير داخله رجل تجاوز الأربعين من عمره.
كان ذلك الرجل يحاول تقمص شخصية الشيخ الأحمر، حين تصل إليه يقول لك من إين أنت!
أبن من أنت!
هاه أنت من قرية كذا، شيخكم فلان.
كانت تلك إجابات تحاكي ما يفعله الشيخ في ديوانه القريب.
رشاد في مبنى وزارة الداخلية الكائن بالحصبة أجاد الدور.
ثم أن للرجل فتى يتبوأ مكانته في المجلس، يجيد لهجة مدينة معينة، فيقول لهم ابني يجيد اللهجة الفلانية.
هذه ملامح من شخصية رشاد العليمي الذي وصل اليوم إلى تعز
على متن مصفحة،
يطل منها لألقى التحية كبطل حاز النصر في معركة المصير.
أمر مضحك
أن يطل رجل لا أحد يدري من أيُّ الجهات آتَى أو من يمثل.
الناس في تعز يقولون هل يمثل السعودية!
هل جاء ليفتح صفحة في تعز لخصومها ضمن صفقة خليجية!
هل جاء تلبية للحنين الذي جلب قبله وزير في حكومته قال أنه عاد إلى قريته بفعل الحنين، دون أن تحسم المعركة ” عدت لزيارة أمي” وبكى.
هل حن رشاد إلى الربوع
إلى رائحة خبز وقت الشروق.
إلى رائحة المطر في البلدة.
هل حن إلى زمن الصبى
في قصيدة شاعر يسكن الشقب.
كان الرجل وزيراً في العاصمة والمفترض أن تكون وجهته كما قال ليلة تمكينه مع الثمانية.
لا يحول بينه وبينها المجلس المحلي في تعز والذي قال أنه سيحاسبه
إذا لم يجيد العمل خلال ستة أشهر قادمة.
المضحك في الأمر أنهم يكتبون بكل ثقة
“تعز تستقبل رئيس الجمهورية” فيظهر من بين الحديد ملوحاً كما يفعل رئيس خلف للجماهير بلد مزدهر ومؤسسات لا تهزها الرياح وتغطيها الضباب.
أى رئيس وأى جمهورية نتحدث عنها اليوم
قال يوماً بنجامين فرانكلين ” أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة ” عن نوع الحكومة التي قررها المؤتمر الدستوري ” جمهورية إذا كنتم تستطيعون أن تحافظوا عليها ”
الجمهورية ليست مفردة تترك في أذهان الناس ويمضى القادة خلف حنينهم بل مفردة تكلف القادة أثمان باهظة.
يلوح رشاد كما لو كان في بلد يمتلك قراره وسيادته وقوت يومه ثم يلتفت إلى عليمي جواره ” وتابعت ما كتبه الناشطون”.