منبر حر لكل اليمنيين

زيارة وزير الخارجية إلى موسكو تقطع الطريق على الحوثيين وتعيد الشرعية إلى الواجهة

17

تكتسب زيارة وزير الخارجية إلى روسيا، معاني وأهمية كبيرة، فهي تقطع الطريق أمام جماعة الحوثي التي كثفت علاقاتها مع موسكو في ظل غياب واضح للشرعية في الفترة الماضية، كما تعد هذه الزيارة خيبة أمل كبيرة وضربة ساحقة لجماعة الحوثي ولأنصارها المندسين داخل الشرعية أولئك الذين يحاولون باستماتة تشويه عملية الإصلاحات التي يقوم بها الوزير .

وزير الخارجية يدرك أهمية روسيا، لذلك سارع إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكبته الشرعية في نأيها عن التقارب معها وترك الباب مفتوحا أمام الحوثيين، كما أن المتابع للشأن السياسي يدرك كيف أهملت الشرعية العلاقات مع روسيا ولم تكن أولوية بالنسبة لها، فتركت الساحة للحوثيين ليتقاربوا مع الروس ويملاؤن الفراغ الذي خلفته الشرعية .

لقد اعتمد الوزير الزنداني استراتيجية جديدة لسد مثل هذه الثغرات سواء في روسيا أو غيرها، فقد لاحظنا كيف ركزت الزيارة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون في المجالات العلمية والثقافية ومجالات الطاقة ، لكن واقع الحال يشير إلى هدف آخر أكبر وأهم، يجمع الخبراء على أنه محصور بجهود فرضتها الحرب وتتعلق بها .

يمكن القول إن زيارة الزندي إلى موسكو تعكس سياسة خارجية براجماتية يسعى من خلالها الوزير لإيصال رسالة إلى الحوثيين ومن يدور في فلكهم، مفادها أن الشرعية قادرة على ملء الفراغ الذي ترتب على تراجع علاقتها بموسكو وأنها ستضيق على الحوثيين ذلك الهامش من الحركة الخارجية وستعيدها إلى الهامش مرة أخرى، حتى تخضع للسلام .

بهذه الزيارة يكون وزير الخارجية شايع الزنداني قد أعاد العلاقات اليمنية الروسية إلى سابق عهدها والتي تمتد ل95 عاما وتقوم على صداقة متينة، ليفتح الطريق أمام رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك لتشكيل اللجان المشتركة والتفرغ لتنشيط العلاقات بين البلدين بدلا من التفرغ لإعاقة ما يقوم به وزير الخارجية من ترميم للدبلوماسية اليمنية التي شوهها من سبقه، ومن يريد معرفة أنصار الحوثيين فليتابع الحملة الإعلامية التي يشنها هؤلاء على الوزير وخطواته التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للدبلوماسية اليمنية .

تعليقات