منبر حر لكل اليمنيين

شبكة “سي أن أن تكشف عن عملية القرصنة الإيرانية لحملات انتخابات الرئاسة الأميركية

59

سلط تقرير لشبكة “سي أن أن” الإخبارية، الأربعاء، الضوء على تفاصيل عملية القرصنة الإيرانية الأخيرة التي أثارت قلق المسؤولين الأميركيين قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر.

وفقا للتقرير، يعتقد خبراء أن المجموعة المسؤولة عن القرصنة تعمل بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني، ونفذت عمليات استمرت لعدة سنوات واستهدفت من خلالها مسؤولين سابقين في كل من إدارتي الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب.

في العاشر من الشهر الجاري، أعلنت حملة ترامب الانتخابية أنها تعرضت لعملية قرصنة إلكترونية، واتهمت إيران بالوقوف وراءها وما تلاها من تسريب وثائق تتعلق بالأبحاث التي أجريت للتحقق من خلفية جاي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري.

والأسبوع الماضي، حمّلت وكالات استخبارات أميركية إيران المسؤولية عن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف الحملة الانتخابية لترامب.

وأكدت أجهزة الاستخبارات الأميركية في بيان أنها “واثقة من أن الإيرانيين سعوا من خلال هندسة اجتماعية وجهود أخرى للوصول إلى أفراد لديهم وصول مباشر إلى الحملات الرئاسية لكلا الحزبين”.

وأضافت أن “مثل هكذا أنشطة، بما في ذلك عمليات السرقة والنشر، تهدف إلى التأثير على عملية الانتخابات الأميركية”.

ويؤكد تقرير “سي أن أن” أن القراصنة الإيرانيين استخدموا حيلة مشابهة قبل عامين لاستهداف مسؤول أميركي سابق كان مقربا من جون بولتون مستشار الأمن القومي في عهد ترامب والذي يعتبر ناقدا بارزا لإيران.

تكمن الحيلة في أن القراصنة نجحوا في اختراق البريد الإلكتروني للشخص المستهدف، ومن ثم عمدوا لإرسال طلب إلى مجموعة من المنتقدين البارزين لإيران دعوهم فيه لمراجعة كتاب مزعوم حول البرامج النووية الإيرانية والكورية الشمالية.

جاء في الطلب المرسل عبر البريد الإلكتروني وحصلت الشبكة على نسخة منه ما نصه: “أنا قريب من إنهاء الكتابة وبدأت في طلب من خبراء مثلكم مراجعة ما ورد فيه”.

وبما أن البريد الإلكتروني كان مرسلا من حساب الشخص المعروف، لم يشك المستلمون، وعددهم ستة أشخاص، بما ورد فيه ونقروا على الرابط الذي كان بداخله للوصول للكتاب المزعوم.

ولكن بدلا من ذلك، احتوى الرابط على مواد ضارة منحت القراصنة وصولا غير محدود لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالضحايا.

بعد فترة وجيزة من إرسال البريد الإلكتروني، أبلغ الشخص مكتب التحقيقات الفيدرالي وحذر زملاءه في بريد إلكتروني لاحق من “اختراق متطور جدا” كان ينتحل شخصيته.

وإلى جانب هذه الحادثة، تقول “سي أن أن” إن نفس مجموعة القراصنة استهدفت في وقت سابق من هذا العام دبلوماسيا كبيرا سابقا في إدارة بايدن في الشرق الأوسط بحيلة مشابهة تقريبا.

ففي أبريل الماضي، تلقى الدبلوماسي السابق بريدا إلكترونيا يبدو غير ضار من شخص قدّم نفسه كباحث في مؤسسة فكرية بارزة في واشنطن، ويطلب منه المشاركة في نقاش حول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وبحسب التقرير لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت محاولة القرصنة هذه قد نجحت، فيما رفض الدبلوماسي المستهدف التعليق.

اعتماد إيران على أسلوب “الاختراق والتسريب” الذي استخدمته روسيا لاستهداف انتخابات 2016 جعل المسؤولين الأميركيين في حالة تأهب قصوى لما قد تفعله طهران بعد ذلك، وفقا للتقرير.

وينقل التقرير عن مسؤول أميركي كبير القول إن تنفيذ عملية اختراق وتسريب لا يظهر فقط استخدام وسائل إلكترونية، بل يكشف أيضا عن نية إيران إشعال الانقسامات الاجتماعية واستخدامها ضدنا”.

ويشير التقرير إلى أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق لأنهم يجدون صعوبة في معرفة متى قد تستخدم إيران المعلومات، التي حصلت عليها من جراء عمليات اختراق حسابات البريد الإلكتروني للمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، سواء لجمع مزيد من المعلومات الاستخباراتية أو تسريب وثائق أو محاولة زرع الفتنة من خلال تكتيكات أخرى.

وفي العام 2016، تم أيضا اختراق رسائل بريد إلكتروني خاصة باللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي. وكشف التسريب خصوصا تبادلات داخلية تتعلق بهيلاري كلينتون، المرشحة التي اختارها الحزب آنذاك لمواجهة ترامب.

تعليقات