منبر حر لكل اليمنيين

عشرات القتلى في هجمات دامية في باكستان نفذها انفصاليون بإقليم بلوشستان

61

قام مسلحون انفصاليون بقتل 39 شخصا على الأقل الإثنين في عدة هجمات “منسقة” في إقليم بلوشستان بجنوب غرب باكستان استهدفت البنجابيين بمعظمها، وفق مسؤولين حكوميون. فيما أعلن “جيش تحرير البلوش”، المجموعة الانفصالية المسلحة الأكثر نشاطا في المنطقة مسؤوليته عن الهجمات.

أكد مسؤولون حكوميون في باكستان الإثنين وقوع هجمات دامية طالت ثلاث مناطق على الأقل بإقليم بلوشستان الفقير حيث تواجه قوات الأمن أعمال عنف طائفية وعرقية وانفصالية أسفرت عن مقتل 39 شخصا على الأقل.

هذا، وأعلن الجيش الباكستاني مقتل 10 من جنوده دون أن يوضح عما إذا كانوا قد لقوا حتفهم في تلك الهجمات أو في عمليات أعقبتها.

ومن جهته، تبنى “جيش تحرير البلوش”، المجموعة الانفصالية المسلحة الأكثر نشاطا في المنطقة، عدة هجمات في بيان أرسله إلى وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوقف عشرات المسلحين مركبات على طريق سريع في إقليم بلوشستان حيث قتلوا 23 شخصا، في أحد أسوأ عمليات إطلاق النار التي شهدتها المنطقة منذ سنوات.

وقال الناطق باسم حكومة بلوشستان الإقليمية شاهد ريند “تأكدنا من مقتل 39 شخصا في عدة هجمات منسقة نفذها إرهابيو جيش تحرير البلوش”.

ومن جانبه، قال المسؤول الرفيع في منطقة موسى خيل نجيب الله كاكار إن ما بين 30 و40 مسلحا أوقفوا 22 حافلة وشاحنة واحدة تلو الأخرى على طريق سريع يربط بين البنجاب وبلوشستان.

وأضاف “تم تفتيش المركبات المتوجهة من وإلى البنجاب وتم التعرف على هويات البنجابيين وإطلاق النار عليهم”.

“المعركة ضد الجيش الباكستاني المحتل”

وأفاد “جيش تحرير البلوش” في بيانه بأنه أطلق عملية “على الطرقات السريعة في أنحاء بلوشستان”، مشيرا إلى أنها لم تستهدف إلا عناصر الأمن.

هذا، وحذر بيان سابق للمجموعة نشر بعد منتصف الليل بوقت قصير الإثنين البلوش من الاقتراب من الطريق السريع، مضيفا بأن “المعركة هي ضد الجيش الباكستاني المحتل”.

وإلى ذلك، فجر مسلحون جسرا لسكك الحديد في منطقة بولان المجاورة على خط يربط إقليم البنجاب بالسند. وعُثر على ست جثث قرب الموقع، وفق المسؤول الحكومي الرفيع في المنطقة جاويد بلوش.

كما قتل عشرة أشخاص في منطقة قلات بينهم أربعة عناصر من القوات شبه العسكرية وشرطي حضر إلى أحد المواقع، بحسب ريند.

وقال نبي باكش من قوة “ليويز” الداعمة للشرطة إن مسلحين اقتحموا فندقا واستهدفوا قرويا مسنا يشتبهون بأنه على ارتباط بقوات الأمن.

ويعتبر بلوشستان أفقر أقاليم باكستان، بالرغم من وفرة موارده الطبيعية. كما أنه متأخر عن باقي مناطق البلاد من ناحية التعليم والتوظيف والتنمية الاقتصادية.

وقد كثف الانفصاليون البلوش في السنوات الأخيرة هجماتهم على الباكستانيين القادمين من مناطق أخرى والذين يعملون في الإقليم، كما شنوا هجمات على شركات الطاقة الأجنبية التي يعتبرون أنها تستغل المنطقة من دون مشاركة الثروات.

“عمليات تطهير”

ويعد البنجاب أكبر المجموعات العرقية الست الرئيسية في باكستان ويُنظر إليها على أنها المهيمنة في صفوف قوات الجيش التي تخوض معارك لسحق المجموعات المسلحة في بلوشستان.

وأعلن الجيش الباكستاني في بيان الإثنين أن 21 مسلحا قتلوا في “عمليات تطهير”.

وقال كييا بلوش، وهو محلل وصحافي سابق يتابع ملف العنف في بلوشستان، إن السلطات تستخدم القوة فقط لكبح النزاع المستمر منذ عقدين بدلا من البحث عن حلول سياسية.

وأضاف أن “هذا النهج أدى إلى ازدياد الانتقام من جانب الشباب ومنح التمرد زخما بدلا من تراجعه”.

وأكد قائلا إنه “لم يسبق أن حدث هذا العدد الكبير من الهجمات المنسقة في وقت واحد عبر مناطق عدة من بلوشستان”.

ويشار إلى أن “جيش تحرير البلوش” يضع صوب أعينه قوات الأمن خصوصا بينما لا تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي تستهدف المدنيين.

ففي هجوم في نيسان/أبريل، قتل 11 عاملا بنجابيا بعد خطفهم من حافلة في مدينة ناوشكي في بلوشستان، بينما قُتل ستة بنجابيين يعملون في محلات حلاقة بإطلاق النار عليهم في أيار/مايو الماضي.

ويذكر أنه عشية الانتخابات الوطنية في شباط/فبراير الماضي، أودى انفجاران متزامنان في الإقليم بحياة 28 شخصا وتبناهما فصيل محلي من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتُنظم احتجاجات يقودها أفراد عرقية البلوش بشكل متكرر في الإقليم حيث تُتهم السلطات بتنفيذ حملة أمنية قاسية ضد الانفصاليين تشمل عمليات اعتقال جماعية.

وتشهد باكستان ازديادا في الهجمات التي ينفذها مسلحون منذ عودة حكومة طالبان إلى السلطة في أفغانستان المجاورة في 2021، لا سيما في إقليم خيبر باختونخوا (شمال غرب) وفي جنوب بلوشستان المحاذي لأفغانستان وإيران.

تعليقات