منبر حر لكل اليمنيين

اليه…. أقل من اعتذار.!!

40

مع أول قطرات المطر.. كان إبني.. يركض بخطوات كالغزال صعودا نحو سقف المنزل.. يزيل الاتربة والحصى أمام مسارب الماء ليتدفق للخارج.!

مرة سألته مستغربا ومنفعلا..!!
ماذا تفعل يا ولدي في السقف بين المطر…سقفنا لا يخشى منه مثل سقوف الجيران..!!
رد علي مبتسما.. أرمم الشقوق الصغيرة على السطح.!!
حتى لا يتسرب الماء ويتساقط على رؤوسكم.!!

ليلة أمس واليوم تساقط المطر.. حاملا مع روائحه…رائحتك ولدي.!

تسربت قطرات من السقف و تساقطت من سقف الغرف… وبللت رؤوسنا !!
انحدرت احدى قطراته من راسي واستقرت في فمي.. كان مذاقها. مالحا.. مالحا.. على غير العادة!!!!

إذن.. لقد فعلها المطر حقا..!! تسربت المياه عبر الشقوق الى الداخل.

هذا اليوم… أدركت أن الملوحة في فمي ليست لقطرات المطر وحده.. بل امتزجت ببكاء ودموع سقف المنزل وجدرانه الذي أفتقد وجودك.. منذ أعتاد على وقع أقدامك ويديك الحانية.. وهما تضمدان…جروح سقف المنزل. وترممان الشقوق الصغيرة..
الشقوق.. المتعذر رؤيتها علينا في السطح والحيطان.!!
افتقد الجميع… خشيتك علينا من البلل.. حين كنت مظلته.. فوق رؤوسنا.!!
إذا ما أومض بارق. أو حن رعد.!!
أعتذر لك يا(قطعة قلبي) كم كنت مخطئا في سؤالي!؟
..ومسرفا في انفعالي حينها.!؟
حتى اصابني البلل وأدركني الفقد… لرحيلك!!

تعليقات