منبر حر لكل اليمنيين

اليمنيون يواجهون المستقبل بتغذية الكراهية

74

لم يشهد اليمن على مر التاريخ هذا الكم الهائل من الكراهية، بقدر ما شهده منذ أن اختطفت عصابة الحوثي السلطة في عام 2014 وسيطرت على مقاليد الأمور وصارت تعرف نفسها لليمنيين بما تكره، ولم تكتف بالنيل من اليمنيين، بل تعمدت في الذهاب بعيدا في التاريخ، لبث الكراهية والأحقاد .

لقد اكتشف اليمنيون الحجم المذهل للكراهية التي يراد لها أن تغلّف المجتمع، ويتم تداولها على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي تصريحات خطباء المساجد والمهرجانات وزعماء الأحزاب والميليشيات، وانتشرت ثقافة الإقصاء بدافع الكراهية كسياسة تم تعميمها على الأحزاب والميليشيات الحاكمة للنيل من فئة معينة من اليمنيين والتشكيك بوطنيتهم .

يمارس السياسيون في اليمن الإقصاء وإشاعة الكراهية، ويتحدثون بمنطق الجماعة والطائفة والمنطقة ويتهم بعضهم البعض في التواطؤ مع عصابة الحوثي، في غياب مخيف للوطنية الجامعة، ليمارس الجميع خطاب الكراهية ويحولونه إلى فعل دموي في ممارسة القتل والتغييب القسري لعشرات الآلاف من اليمنيين .

لم يعد خطاب الكراهية محصورا على قادة الأحزاب والمليشيات، بل تحول إلى ظاهرة شائعة تمارس من قبل أفراد وأساتذة جامعيين وأكاديميين وإعلاميين ومثقفين تابعين للأحزاب والميليشيات الطائفية والمناطقية .

وتشهد البلاد بين الحين والآخر حالات مختلفة من الإفرازات الحزبية والمناطقية التي تغذيها الأحزاب والميليشيات بهدف تدمير المجتمع، هناك صراع متشابك الأطراف ورفض للآخر وفق مفاهيم ملتبسة وواقع تغيب فيه الحقيقة، صراع يحمل من الخطورة حد أن تجد ثمّة من يقود معركة مع الأموات وآخر مع الأيديولوجية، وإلا ما معنى أن تشن حربا على الموتى، أو تشن حربا على الأيديولوجية وأنت تعلم أنك في إطار التعددية السياسية؟ إنها الكراهية المزدهرة في الوسط السياسي .

الوطن يغيب بمواصفاته الوطنية الحاضنة، ويصبح مجرد ساحة للتناحر وتغذية الكراهية والتقاتل على الماضي وفق مفاهيم مغلوطة، في ظل غياب العقل وبروز غريزة الصراخ وإزاحة الآخر أو الإجهاز عليه، ويصبح الآخر مجرما بمجرد اختلاف أفكاره معك، وتنمو أفكارا محمّلة بملايين الأسئلة من دون إجابة واحدة يتفق عليها المختلفون، فقط يتفقون على العيش في الماضي ويرفضون الذهاب نحو المستقبل، والعيش في الماضي لا يخدم سوى عصابة الحوثي الإرهابية  .!

تعليقات