بحيرة خطرة في إفريقيا مهددة بالانفجار وقتل آلاف البشر
ربما تنفجر هذه البحيرة في أي لحظة دون سابق إنذار، ما سيؤدي إلى موت الآلاف من الناس والحيوانات.
إحدى البحيرات الكبرى في إفريقيا، “بحيرة كيفو”، مشبعة بثاني أكسيد الكربون والميثان، خاصة في أعماقها. ذلك قد يسبب انفجارًا دون أي تحذيرات، وفقًا لتقرير.
في الماضي، انفجرت بحيرتا نيوس ومونون. وأسفرت الحوادث عن مقتل نحو 1800 شخص وآلاف الحيوانات.
حجم بحيرة كيفو والمخاطر الجيولوجية
من حيث المساحة، تُعدُّ بحيرة كيفو أكبر بكثير من نيوس أو مونون. يبلغ طولها حوالي 88.5 كيلومترًا، وعرضها 48 كيلومترًا، وعمقها حوالي 475.4 مترًا. كما أن لديها هيكلًا طبقيًا يشير إلى أن المياه السطحية بعمق 61 مترًا فقط ستختلط بانتظام، بينما تبقى المياه في الطبقات السفلية راكدة.
أحد الاحتمالات المُرجحة لانفجار بحيرة كيفو هو موقعها على طول صدع شرق إفريقيا، بجانب حدود الصفائح التكتونية. قد يتسبب الصدع في تحرك الصفيحة الصومالية نحو الشرق بعيدًا عن بقية القارة، وقد يؤدي هذا التحرك إلى نشاط بركاني وزلزالي في المنطقة، ويملأ البحيرة بالغازات السامة.
رجح الخبراء إلى أن نحو 116 كيلومترًا مكعبًا من ثاني أكسيد الكربون و22.5 كيلومترًا مكعبًا من الميثان موجودة في قاع بحيرة كيفو. كما تحتوي أيضًا على آثار من غاز كبريتيد الهيدروجين. قد يتسبب هذا المزيج من الغازات الثلاثة في حدوث انفجارات شديدة وقد يؤثر تأثيرًا كبيرًا في المناطق المكتظة بالسكان.
كما أن أي نوع من الانفجار قد يعني إطلاق كميات هائلة من الغازات التي قد تظل حول البحيرة عدة أيام حتى أسابيع، وفقًا للباحثين الذين تحدثوا إلى ناشيونال جيوغرافيك.
استخراج الميثان من بحيرة كيفو: الفرص والمخاطر
بعض الشركات مثل Hydragas Energy في كندا تخطط لاستخراج الميثان من بحيرة كيفو. يعتقدون أن الاستخراج قد يساعد على إنتاج الكهرباء. وقال “فيليب موركل”، مؤسس Hydragas Energy، لصحيفة ناشيونال جيوغرافيك: «عندما تصل البحيرة إلى تشبع بنسبة 100% [في الطبقة السفلية] -وهي حاليًا تتجاوز 60%- ستنفجر تلقائيًا».
ويعتقد موركل أن البحيرة قد تطلق حوالي 5% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية السنوية في يوم واحد. قد يعني ذلك وقوع خسائر فادحة. بالإضافة إلى ذلك، فقد يتسبب استخراج الميثان أيضًا في انفجار ويحمل معه العديد من المخاطر. قال كاتسيف: «إنه توازن بين السلامة والاستغلال التجاري على المدى الطويل. الماء يولِّد عمودًا دخانيًّا عندما يغرق لأسفل».
لكن التاريخ يشير إلى أن هذا النوع من الانفجارات نادر، إلا أن حدوثه يعني كارثة. ويرجع ذلك أساسًا إلى وجود ثاني أكسيد الكربون الذي قد ينفجر فجأة من أعماق البحيرة، ما ينتج عنه سحابة غازية.
يمكن لهذه السحابة الغازية أن تتسبب في اختناق شديد يؤثر في البشر، والحياة البرية، والماشية، والنباتات والحيوانات المائية. وكان أحد أبرز الأمثلة على هذا النوع من الكوارث هو في بحيرة نيوس (كما ذكر في المقدمة)، ما أسفر عن مقتل الكثيرين.
يجب على الناس أن يكونوا حذرين من مثل هذه الحوادث، نظرًا لخطر الاختناق، والأضرار البيئية، والكثير غيرها. يجب بذل الجهود للتخفيف من أو منع حدوث أي من هذه الحوادث. وقد تكون إحدى الطرق من خلال الجهود العلمية وتنفيذ تدابير السلامة مثل إزالة الغازات، ما قد يمنع الكوارث في المستقبل ويحافظ على النظم البيئية.