منبر حر لكل اليمنيين

الدكتور الهمداني “على طريق السياسة” ومشارب أخرى

141

ثمة مدارس سياسية تصنع الرجال، وثمة وطن اسمه اليمن ولَّاد دائما للعقول المحترمة والقيادات المسؤولة الحكيمة والكوادر التي تدفعنا دائما لبعث الأمل واحياء الكثير من التطلعات تجاه مستقبل بلد يعيش حالة ومرحلة من أصعب وأشد الفترات صراعًا وصل حد المساس بالنسيج الاجتماعي.
في المقابلة الأخيرة في قناة “اليمن اليوم” برنامج (على طريق السياسة) للمبدع دائما الإعلامي القدير عارف الصرمي، وكعادته أبهرني في الطرح مع الدكتور القدير طه حسين الهمداني أحد أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام وأحد رجالات النظام السابق وهو شخصية وطنية بنَّاءة عرفته عابرًا في العاصمة صنعاء والتقيته هنا في القاهرة عن قرب.
في الحقيقة قبل الكتابة عن المقابلة لا أخفي القارئ الكريم أنني كنت مضيت طويلًا في تقديم قراءة حول كتابه (المنظمات الدولية والتحول الرشيد في اليمن .. منظمة الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليجي العربي نموذجًا) الكتاب الذي منحني الدكتور طه قبل فترة نسخة خاصة منه، وهو الكتاب أو الرسالة التي نال على اثرها درجة الدكتوراه من جامعات تونس وتوقفت عن اكمال العرض نتيجة المشاغل والضغوطات اليومية.
دكتور طه باحث وسياسي وقيادي أيضا خبر كثير من الأحدث منذ كان يصول ويجول في اتحاد الطلاب في جامعة صنعاء في الثمانينات أيام الحرب الباردة بين التيار الإسلامي الطامح وبقية التيارات السياسية، وكانت الجامعة جزء مهم من هذا الحراك الذي برز مع قيام (الوحدة اليمنية) والتنوع الديمقراطي وإتاحة المجال أمام التنافس الحزبي كواحدة من أهم المقومات التي أتاحت الفرصة لخلق واقع سياسي جديد شكل نجاحه قلقل كبير لبعض التيارات وحتى الأنظمة وكان نموذجًا متقدما على مستوى المنطقة.
عموما سعدت كثيرا بالمقابلة لِما أُكنه للدكتور طه من محبة وهو الشخصية الرزينة اللطيفة الذي يعكس صورة الأب والأخ والصديق العزيز والسياسي الهادئ، كما أنه عودة على البدء فإن الرجل هو خريج مدرسة المشروع الديمقراطي والحياة السياسية التي دارت في اليمن منذ وقت مبكر ما جعلته ممتلئ بكثير من الحصافة، أيضا الروح الوطنية التي تعشق: اليمن الكبير بتاريخه وقيمه وشموخه ونضالاته وتضحياته وكذلك التأثر بمدرسة الشهيد علي عبد الله صالح رحمه الله وكثير من القيادات الصلبة الشامخة التي مرت على النظام وهرم الدولة خلال العقود الأربعة الماضية، وكان لها أثر واضح على الساحة السياسية وعلى البرنامج الحزبي والتوجه العام للمؤتمر الشعبي العام، ومقررات الميثاق الوطني، وكلها جامعة؛ إضافات من خلالها تحلت بها كثير من القيادات، مع بعض الإخفاقات الطبيعية في مسيرة أي نظام أو أي حزب سياسي.
المقابلة مع الصرمي على طريق السياسة دفعتني لأن أسطر بعض الانطباعات التي قد تكون عاطفية وقد تكون واقعية لكنها في الحقيقة لا علاقة لها بالمحاباة، فقد جاءت المقابلة لتعكس روح المسؤول الحقيقي والحريص على الوئام ومنح الحياة فرصة جديدة لاستعادة المشهد السياسي والاقتصادي والديمقراطي، ولفت الأنظار إلى وجود فجوة كبيرة أثرت بشكل مباشر على حياة الانسان اليمني ولا تزال.
لن أتوقف عند أسئلة الدور الذي سيلعبه سعاد السفير أحمد علي وهو محور أشبعه المُحَاوِر بالأسئلة كما أشبعه الضيف بالإجابات المنطقية، إنما ما يهمني هو قدرة الضيف على الحضور بما يليق به كقيادي سياسي مؤتمري ومواطن يمني، الحديث بلغة مسؤولة ومفردات جلية، الديبلوماسية والتلقائية في تحديد مكامن الخلل فيما يخص المواطن اليمني الذي أرهقته الصراعات، أو الجغرافيا التي أصبحت محور لمواجهات ضاعفت المأساة ووسعت الأزمة لتصبح معقدة لدرجة أن التكهن بالمستقبل وشكله صعب جدًا.
محبتي لقناة اليمن اليوم وللإعلامي القدير الذي يعد إضافة دائمة لأي شاشة يطل منها منذ كان طالبا في جامعة صنعاء ويعمل في الإذاعة وقد زرته ذات يوم وكنت لا أزال متحمسا للصحافة والحوارات الصديق عارف، والمحبة دائما للدكتور طه الذي يعد واحد من الذي أسرجوا الدجى في طريقي بالنصائح القيمة والاهتمام والتشجيع والاطمئنان الدائم وهي ميزة محفزة اعتز بها وأن مدين له بذلك ولكل عزيزٍ في ظل هذا الشتات الذي أصابنا نحن اليمنيين.

تعليقات