منبر حر لكل اليمنيين

أعلنت سيطرتها على 74 بلدة.. أوكرانيا تواصل تقدمها في منطقة كورسك الروسية

69

تواصل أوكرانيا، الأربعاء، هجومها الضخم داخل الأراضي الروسية حيث أعلنت السيطرة على 74 بلدة في منطقة كورسك فيما تشن حملة قصف مركّز على منطقة بيلغورود المجاورة التي أعلن حاكمها حال الطوارئ.

وأفاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن معارك “صعبة وكثيفة” في منطقة كورسك المحاذية لأوكرانيا حيث توغلت قوات كييف في السادس من أغسطس في أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وكتب زيلينسكي على تيلغرام “أوكرانيا تسيطر على 74 بلدة. تجري عمليات تفتيش وإجراءات لإرساء الاستقرار”، مشيرا إلى أسر “مئات” الروس.

وأكد قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن قواته “تقدمت في بعض المناطق ما بين كيلومتر وثلاثة كليومترات” خلال النهار، وسيطرت على “أربعين كيلومترا مربعا” إضافية.

وفي المقابل، أعلنت القوات الروسية “إحباط” هجمات أوكرانية جديدة في منطقة كورسك، حيث أفادت عن إرسال تعزيزات وإلحاق خسائر بالقوات الأوكرانية.

وفي منطقة بلغورود المجاورة، أعلن الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف، حال الطوارئ وكتب على تلغرام “لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود بالغ الصعوبة ومتوترا بسبب القصف الذي تقوم به القوات المسلحة الأوكيرانية” مشيرا إلى “منازل دمّرت ومدنيين قتلوا وجرحوا”.

وأفادت سلطات مناطق كورسك وفورونيج ونيجني نوفغورود وبريانسك بأن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت خلال الليل مسيّرات أطلقت من أوكرانيا.

وبعد تحقيق القوات الأوكرانية تقدما سريعا على مدى أكثر من أسبوع منذ بدء هجومها المباغت في السادس من أغسطس، أعلن الجنرال سيرسكي السيطرة على أكثر من ألف كيلومتر مربع من الأراضي الروسية.

من جانبها، أقرت السلطات الروسية، الاثنين، بأن القوات الأوكرانية توغلت في المنطقة على عمق 12 كيلومترا على الأقل وعرض 40 كيلومترا، وسيطرت على 28 بلدة.

وأظهر تحليل أجرته فرانس برس لبيانات نشرها “معهد دراسة الحرب” ومقره واشنطن استنادا إلى مصادر روسية، فإن القوات الأوكرانية سيطرت حتى الاثنين على 800 كيلومتر مربّع على الأقل من الأراضي الروسية.

في المقابل، سيطرت القوات الروسية على 1360 كيلومترا مربعا من الأراضي الأوكرانية منذ الأول من فبراير 2024، بحسب تحليل لفرانس برس.

“سلام عادل”

وروى عسكري أوكراني شارك في الهجوم، متحدثا لوكالة فرانس برس الثلاثاء في منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا “عندما دخل رجالنا، فرّ الروس”.

وتمكنت فرانس برس من زيارة مركز حدودي أوكراني مدمر في هذه المنطقة، وشاهدت لافتة على الطريق عليها اسم مدينة كورسك على مسافة 108 كيلومترات.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، جورجي تيخي، إن “أوكرانيا لا تود ضم أراض في منطقة كورسك” معتبرا هجوم كييف “مشروعا تماما” بوجه الاحتلال الروسي لحوالى 20 بالمئة من أوكرانيا.

وأكد أن الهجوم سيتوقف إذا وافقت موسكو على شروط أوكرانيا، موضحا “كلّما سارعت روسيا إلى الموافقة على إحلال سلام عادل… عجّلت في وقف عمليات توغل قوات الدفاع الأوكرانية في الأراضي الروسية”.

غير أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا متوقفة تماما إذ يعتبر كل من الطرفين مطالب الطرف الآخر غير مقبولة.

وقال زيلينسكي إنه سيعد بحلول نوفمبر، تاريخ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، خطة تكون بمثابة قاعدة لقمة مقبلة من أجل السلام يدعى إليها الكرملين.

وفي أول تعليق له على العملية الأوكرانية المباغتة، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، أنها “تطرح معضلة حقيقية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

اندفاعة جديدة

وتسبب الهجوم الأوكراني حتى الآن بفرار أكثر من 120 ألفا من سكان المنطقة، بحسب السلطات الروسية، وأسفر عن مقتل 12 مدنيا على الأقل وإصابة أكثر من مئة بجروح.

وبمواجهة هذه النكسة غير المتوقعة، أمر بوتين الجيش الروسي بـ”طرد العدو” متهما الغرب “الذي يخوض حربا ضدنا” بالوقوف خلف الهجوم.

ورأى صحفيو فرانس برس في منطقة سومي مدرعات أوكرانية متجمعة قرب الحدود، وآلية آتية من الجهة المقابلة تحمل حوالى عشرة رجال باللباس العسكري الروسي عيونهم معصوبة وأيديهم مكبلة.

وأوضح أناتولي سيمونينكو، البالغ 59 عاما، أنه “منذ شن رجالنا هجوما هناك، بات الوضع أكثر هدوءا بكثير” مشيرا إلى أن قريته غالبا ما كانت تتعرض للقصف الروسي. ويجري إجلاء ما لا يقل عن 20 ألف مدني من هذه المنطقة الأوكرانية المقابلة لكورسك عبر الحدود.

وفي ظل الوضع الصعب منذ أشهر على الجبهة الغربية، يبدو أن هذا الاختراق غير المتوقع أعطى القوات الأوكرانية اندفاعة جديدة.

وقال الجندي الذي قابلته فرانس برس إنه مستعد “للصمود في المناطق” التي تمت السيطرة عليها خلال أسبوع، مؤكدا “نحن أيضا سنرسّخ وجودنا”.

تعليقات