منبر حر لكل اليمنيين

السفير أحمد علي بين ردود فعل الحاقدين وإرادة شعب حر

45

كشفت ردود الفعل الأخيرة فيما يخص قرار رفع العقوبات عن العميد أحمد علي عبدالله صالح ووالده الزعيم ، عن مدى الأزمة التي يعيشها البعض من مرضى النفوس ومعتلي الضمير الوطني، والتي تثير الدهشة والاستغراب والاستنكار تجاهها، ردود ممنهجة وصادمة صدرت عن البعض تجاه القرار ، الذي جاء في إطار مراجعة كاملة ومحايدة لمُجمل المزاعم والادعاءات والمكايدات السياسية والوشايات التي بُنيت عليها قرارات الإدراج بقائمة العقوبات آنذاك..

من المؤسف ان تحمل ردود الأفعال كمًا غير معقول أو مبرر من مشاعر الكراهية والحقد والعنف اللفظي والرفض، أو الرغبة في تنفيذ عمل عزل سياسي ومجتمعي أبدي، وذهاب البعض إلى استحضار وقائع وأقاويل وهمية، أو إعادة اسطوانات الإشاعات وهم يعلمون عِلم اليقين أنها مزورة وثبوت عدم صحة كلمة أو جمله واحده منها، أو الترويج لفرضيات والحكم على نوايا لا يعلمها إلا الله وفرضيات لا توجد إلا في مُخيلتهم المُعتلة بمرض الحقد الذي لا ينتهي خاصة أصحاب المصالح من أن يظل الوضع متازم غير قابل لأي حل يأتي من حاملي مشعل السلام .

وكذلك في الجانب الآخر هناك بعض ردود الأفعال التي صدرت عن محبي وأنصار الزعيم ونجله احمد، أو من عصفت بهم الظروف والمعاناة الصعبة والقاهرة، وتملكتهم مشاعر اليأس، التي تجعلهم ينشدون الأمل في الخلاص، وإن ابتعدوا كثيرًا عن معطيات وتفاصيل الواقع الراهن وتعقيداته، وماهية وأهداف وبرامج وإمكانات الفاعلين فيه.

هناك من يتناسى أن من بين كل الفاعلين في الشأن اليمني يبقى الشعب هو الفاعل الأكبر والأقوى وصاحب المصلحة الحقيقية، والإرادة الأمضى التي لا تُقهر كونها من إرادة الله،
وهذا ما يدعو الجميع إلى أن يتحلى بقيم العقل والمنطق والاعتدال، فلا يكون المختلف بهذا السوء والسوداويه، التي تقطع الطريق على كل إتفاق وتبدد كل ود محتمل، ولا أن يكون ألمُحب مسرف في مشاعره وعدم واقعيته، لا يرىٰ ويكرس بأن الأمل والطموح والخلاص هو شأن شخص واحد فقط، يرسمه في مخيلته، كفارس خارق وساحر مُجيد في آن معا، ويجب أن يحمل على عاتقه وبمفرده، ما يجب أن ينهض به الجميع
ولا أن يقف غالبية أبناء الشعب اليمني في مقاعد المتفرجين، يرقبون هذا وذاك مستسلمين لما تحمله لهم الأقدار، أو مشاريع وأهواء الفرقاء، بينما هم أصحاب المصلحة الحقيقية والمصير المرتقب.

هناك جمله من الحقائق والمسلمات والوقائع التي يجب التوقف أمامها قبل اتخاذ أي موقف أو قرار أو إصدار التهم والأحكام في هذا الشأن من قبل الجميع لعل أهمها ما يلي :-
– كل مُنصف سيقرأ قرار شطب اسم الرئيس الشهيد ونجله من قائمة العقوبات، كعمل من أعمال العدالة والإنصاف التي كفلتها جميع الشرائع والتشريعات، والتي ما أنفك البعض ينادي بها ليلًا ونهارًا، حتى أنه ساهم في تدمير الوطن تحت لافتة وشعارات العدالة والإنصاف والشراكة المتساوية وغيرها من الشعارات التي يكفرون بها اليوم، فما الباعث لكل هذا الغيض والكراهية والعدوانية يا ترىٰ؟

– السفير أحمد على عبدالله صالح مواطن يمني له الحق الكامل في أن يُزال الظلم والجور عنه، وأن يتمتع بكامل الحقوق والواجبات كغيره من أبناء اليمن، ولم يقدم نفسه بديلا أو منافسًا لأحد، ولم يبدِ أي مشاعر سلبيه أو عدائيه تجاه أي طرف من أطراف العمل السياسي أو الوطني، فما الذي يثير حفيظة البعض، وما الدوافع لكل نزعات الحقد والكراهية التي أبدوها تجاه الرجل؟

– يتجاهل البعض بإن الرجل وفي جميع تصريحاته وخطاباته يقدم خطابًا وطنيًا تصالحي غير عدائي تجاه كافة وفصائل وشركاء العمل السياسي و الوطني، ولكن البعض لا يرىٰ نفسه يقينا إلا خصمًا أزليًا ويعبر عن نفسه على هذا الأساس، متناسين كل متغيرات ومستجدات الواقع اليمني وعِبره وحتمياته.
– يتجاهل البعض عمداً أو بحسن نيه أن السفير أحمد علي عبدالله صالح مواطن يمني ظل مقيد الحرية لمدة عشر سنوات، ولم تستكمل الإجراءات التنفيذية لرفع العقوبات حتى اللحظة، وأنه لا يمتلك سلطه، ولا جيش، ولا موضع قدم على التراب اليمني، ولا إمكانيات دوله يتحكم بها، فكيف بالبعض يذهب ليُحمل الرجل مُنفرداً كل أعباء واستحقاقات الوضع اليمني الكارثي والمعقد وجميع أحلام وتطلعات وآمال كل أبنائه؟

– يجب على الجميع أن يدرك بإن هناك دوله وسلطه وحكومة يمنيه شرعيه يعترف بها العالم والسواد الأعظم من أبناء شعبنا اليمني العظيم وأنها الحامل الرئيس للقضية الوطنية وتحظى باعتراف الشعب اليمني واعتراف إقليمي ودولي ودعم سياسي ومادي وعسكري غير محدود وغير مسبوق، وأنها المعنية بكثير من المهام والمسؤوليات التي يشير لها البعض، وأن مهام الجميع هي الدعم والمساندة لها في حدود المتاح والممكن من قبل كل شخص أو طرف.

– يجب على البعض أن يدرك بأنه تسيد المشهد على مدى 13 عامًا تحت مظلة الشرعية وأستأثر بكل مقدرات الدولة والحكومة وما قدمه الأشقاء والأصدقاء من دعم سخي بمختلف المجالات، فما الذي قدموه خلال هذه السنوات الطويلة، و ماهي النتائج، وما هي الدوافع والنوازع لكل هذه الكراهية التي يعبرون عنها، ودوافع الاستئثار التي تتملكهم؟

– مراراً وتكراراً كان السفير يؤكد أنه لا يوجد لديه أي موقف عدائي أو سلبي من السلطات اليمنية الشرعية، وأنه سيكون جنديًا في صفوف العمل الوطني المتجرد الهادف إلى استعادة الدولة اليمنية التي ينشدها الجميع، والتي يتمتع كل أبنائها بحقوق وحريات كامله ومتساوية دون تمييز، في ظل نظام جمهوري ديمقراطي عادل، ووطن كامل السيادة والحقوق.
كما سبق وأن أكد الأخ السفير مراراً انحيازه لقيم السلام العادل والشامل الذي يعبر عن تطلعات كل اليمنيين، ويضمن حقوقهم وحرياتهم دون أي انتقاص كخيار أول إن أمكن، وأن لا تكون الحروب والدماء هي الغاية إن تحققت الأهداف الجمعية بكلفة أقل.

– لم ينفك الأخ السفير يومًا عن دعوة محبيه وأنصاره، للتحلي بالأخلاق والسلوك الحسن قولًا وعملًا، وعدم الرد على بعض الأقوال والأفعال التي تصدر عن جهات وأشخاص مأزومين، وعدم مجارات تلك الألفاظ النابيه أو السلوكيات الهابطة، وكذلك الامتناع عن الاندفاع خلف بعض المواقف والمشاعر المبالغ فيها، التي تهدف إلى تشتيت الجهود وتغذية مشاعر اليأس والإحباط، ولا تتسق أو تعبر عن الواقع والممكنات المتاحة فيه.

– وظل الأخ السفير على الدوام يردد بأن الوطن ملك لجميع أبنائه وقضيته قضيتهم جميعًا، وأن استعادة الوطن وسيادته، والدولة ومقدراتها، أمر مرهون برؤىٰ وإرادة وتضحيات الجميع، وجهودهم المشتركة، وليست ملكًا أو رهينة بيد شخص أو حزب أو جماعه بمفردها، ويدعو الجميع دومًا إلى الإيمان والتسليم بهذه المبادئ والقيم، وتكريسها والبناء عليها وترجمتها قولًا وعملًا.

وفي الأخير، نأمل أن يتجاوز الجميع مثل هذه العثرات والزلات التي لا تقدم ولا تضيف شيئًا للقضية الوطنية بقدر ما تسيء إلى من تصدر عنه مثل هذه الأقوال أو المواقف، التي تساهم في استمرار حالة الفرقة والشتات، وتعزز مشاعر الكراهية بين أبناء الوطن، وتساهم في استمرار الحالة الكارثية التي يعيشها وطننا وشعبنا، ولا يرضى عنها أي حر شريف.

تعليقات