خالد راوح
هناك سؤال مُحير مفاده ، ما الذي أغضب البعض من رفع مجلس الأمن العقوبات عن الشهيد علي عبدالله صالح ونجله أحمد ، حتى يحرك ذبابه الالكتروني بصورة بشعة؟
ولماذا كل هذا المرض والتأزم الذي أصاب البعض بعد خطابه الهادئ الرزين حين قال كلمته بكل صراحة “أنا أمد يدي للسلام من أجل أن ينعم الشعب اليمني بالحرية والكرامة في ظل دولته التي يجب على الجميع أن يتكاتفوا لاستعادتها مما وصلت اليه اليوم من خراب ودمار واحتراب”؟ .
من الصعب أن تجد إجابة شافية وسط أمراض النفوس ومن ورائهم بعض الأحزاب التي لم تعد تنهج العمل السياسي في صراعها مع من تختلف معه بروح ديمقراطية كما علمتنا 33 سنة من الحكم الرشيد ، وأصبح شغلهم الشاغل جر الوطنيين إلى مربع الصراع حتى تضمن ديمومة إقصاء الآخرين وقطع الطريق أمامهم حتى لا يكون لهم دور في انتشال البلد من مستنقع الحرب الذي أصبح يمثل مصدرًا للتكسب والربح على أنقاض ما خلَّفته الحرب لهم من مناصب وثراء فاحش لا يريدون دولة بقدر ما يفضلون حياة الشتات ومص دم الشعب من خارج حدود الوطن أو من داخله.
الاختلاف والتباين في الرؤى بحسب القاعدة السياسية لا يفسد للود قضية ، فإذا كانت قضيتنا الوطن لماذا نصر أن نرفض مد أيدينا إلى دعاة السلم والحوار للوصول باليمن إلى سابق عهده الجميع يحتكم للنظام والقانون والساسة الى صندوق الاقتراع ..
الحرب لا تقود إلا لمزيد من الاقتتال وضياع الدولة وانهيار مؤسساتها ، ألا يكفينا عشر سنوات من القتال والتي أصبح الشعب اليمني يدفع ثمنها التشرد من محافظته وعانى الفقر والجوع وأصبح يرى الغموض في المستقبل وهو يسمع أصوات الرصاص والقذائف تتساقط فوق رأسه ، تقتل حلمه في أن ينعم بالأمن والاستقرار .
رُفعت العقوبات عن السفير أحمد علي ووالده ، وخرج بخطاب يدعو إلى السلام ، فمن ذا الذي يرفض الحوار على أصوات المدافع؟، فلتفصحوا عن أنفسهم بدلًا من تحريك قطيعهم لمهاجمة الشرفاء ممن يحملون مشعل الحرية والسلام وإنهاء معاناة الحرب والعيش الكريم في دولة تتسع للجميع