جواسيس في إيران
أخطر مشكلة تواجهها إيران هي وجود جواسيس بالآلاف لأجهزة المخابرات الأجنبية، فكثير من الشعب الإيراني وبالذات سكان طهران والمدن الرئيسية والنخبة لا يحبون ولا يحترمون نظام الخامنئي الإسلامي، ولا يشعرون أنه يمثلهم، ويسعون لإسقاطه حتى لو تحالفوا مع الشيطان، ولهذا إيران مخترقة بقوة.
والمفارقة أن هؤلاء الجواسيس سيتحولون إلى أبطال إذا ما نشبت حرب شاملة بين إسرائيل وإيران بسبب تعاون هؤلاء الجواسيس وقررت الولايات المتحدة الأمريكية التدخل وأسقطت النظام، وهذا هو هدف أغلب الجواسيس الحقيقي، ومنهم من يعمل في أماكن حساسة.
وبالمقابل لا يوجد جواسيس في إسرائيل لإيران أو لغيرها، إلا النادر جدًا، وغالبهم من غير اليهود، لشعورهم أن نظام بلدهم يعمل لصالحهم وأنه نظام ديمقراطي حر مهما اختلفوا مع توجهات الحكومة، لأن لهم قدرة على اسقاطها في أقرب انتخابات، بل ويتم محاسبة وسجن أكبر مسؤول فيها من الرئيس لرئيس الوزراء في حال ارتكبوا أية جرائم أو مخالفات.
يعيش النظام الإيراني في أزمة خطيرة داخليًا، بسبب افتقاره للشرعية الشعبية، وادعائه للشرعية الإلهية بدلًا عنها، وهذا الادعاء كان سائدًا في القرون الوسطى في أوروبا وسقط، وسيسقط يومًا ما في إيران، وسيتحول هؤلاء الجواسيس إلى أبطال، تروى أدوارهم في أعمال مسلسلات درامية وأفلام، كما تحول كل من تجسس على نظام هتلر النازي إلى أبطال.