من هو محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس الذي اغتالته اسرائيل؟
تحوّل محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، من عاشق للتمثيل والمسرح إلى المطلوب رقم 1 في إسرائيل، وتلاحقه أجهزتها الأمنية والعسكرية منذ نحو 3 عقود، قبل أن تعلن، رسمياً في 1 أغسطس 2024، القضاء عليه في ضربة جوية على خان يونس في قطاع غزة.
ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن “الضيف”، كما أن الصور المتوفرة له تعود لسنوات بعيدة، بما فيها صورة هويته الشخصية وصورة قديمة له خلال اعتقاله في السجون الإسرائيلية في عام 1989، خلال الضربة الأولى التي وجهتها إسرائيل لحركة حماس والتي اعتقل فيها مؤسس الحركة أحمد ياسين.
ويُعرف عن “الضيف” أنه لا يستخدم وسائل التكنولوجيا، ولا يظهر في الأماكن العامة، وتحركاته محسوبة بدقة شديدة، ويظهر فقط في الأوقات الحرجة وتحديداً خلال الحروب التي تخوضها حماس ضد إسرائيل.
وإضافة إلى ما سبق، يكتفي “الضيف” دائماً بالتسجيلات الصوتية، ولا يظهر إعلامياً إلّا بصورة معتمة، للدرجة التي بات يعرف فيها باسم “الشبح”، وسبق أن ظهر صوتياً في 2014، و2021، وأكتوبر 2023 عندما أعلن بدء عملية “طوفان الأقصى”.
نشاط مبكر
هو محمد دياب إبراهيم المصري، وكنيته “أبو خالد”، ولقبه “الضيف”، ولد في غزة عام 1965، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية تسببت له في إصابات بالغة، وأودت بحياة عدد من أفراد عائلته في إحدى محاولات تصفيته.
و”الضيف” من أسرة فلسطينية لاجئة هُجرت عام 1948 من قرية كوكبا الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة عقب النكبة الفلسطينية، وعاشت في مخيم خان يونس للاجئين، ولا تزال فيه حتى الآن.
نشأ “الضيف” في أسرة فقيرة للغاية، وعمل مع والده في الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطلوباً لإسرائيل، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة من أجل مساعدة أسرته.
ومنذ بداية حياته كان الضيف ناشطاً بالجماعات الإسلامية في غزة، وكان أحد أعضاء الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس، وعضواً ناشطاً بجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في بداية انتشارها بالقطاع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
حصل الضيف على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكانت له أنشطة فنية إبان دراسته الجامعية، وعُرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.
ولُقب القائد العام لكتائب القسام بـ”الضيف” بسبب تواجده في الضفة الغربية لفترة من الزمن ساهم خلالها في بناء الجناح المسلح لحماس بالضفة، فيما ذكرت بعض الروايات أن التسمية تعود إلى عدم استقراره في مكان واحد، وتنقله كثيراً لاعتبارات أمنية.
اعتقال ومحاولات اغتيال
وقضى الضيف 16 شهراً في السجون الإسرائيلية دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس والذي أسسه القيادي بالحركة صلاح شحادة، ثم أفرج عنه لاحقاً، ولم تذكر أي من المصادر أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى.
وحاولت إسرائيل اغتياله مرات عدة، لكنها فشلت في كل مرة، وأرجعت فشلها إلى أنه لديه حرص شديد على الابتعاد ومحاط بالكثير من الغموض، لكن إسرائيل أعلنت في بداية أغسطس 2024، وبشكل رسمي، أنها تمكنت من اغتيال الضيف بقصف جوي على خان يونس في قطاع غزة.
وكانت أصعب محاولات الاغتيال عام 2002، ونجا الضيف منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، فيما تقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، وأن لديه صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال، لكن لم يؤكد ذلك أي مصدر فلسطيني.
وعام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً، إلا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله، بالإضافة إلى 15 آخرين، ودمر المنطقة المستهدفة بالكامل.
وخلال حرب مايو 2021، والتي استمرت 11 يوماً فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف مرتين، بعد أن حاول الوصول إليه سواء بقصف مناطق عسكرية ومدنية ومواقع تحت الأرض لحماس.