المجيدي في نقوش الحناء.. دراسة في الموروث الشعبي اليمني
عن دار الكتب اليمنية بالقاهرة أصدر الباحث اليمني والفنان التشكيلي يوسف المجيدي كتاب جديد حمل عنوان: “القيم الجمالية لنقوش الحناء.. دراسة في الموروث الشعبي اليمني” والذ حمل الكثير من التفاصيل في هذا الجانب الذي يحمل دلالات متنوعة.
الكتاب تضمن معلومات ثرية مركزا على موضوع من أهم المواضيع في الموروث الشعبي، حيث يعتبر الباحث أن “زخرفة الجسد بواسطة الحناء هي الأكثر شيوعا من بين بقية الصبغات المستخدمة في اليمن، ويرجع السبب الرئيسي إلى انتشار زراعته في مناطق يمنية عدة منها: لحج والحديدة وحضرموت وأبين وتعز وعمران وحراز وذمار.
بالإضافة إلى أن: “أن المعتقدات المرتبطة بالحناء ساهمت في انتشاره بشكل واسع حيث أصبح في الثقافة الشعبية الموروثة أنه الدواء وعنصر الخير والبركة بفضل نزوله من الجنة، والجمال الساحر بنقوشه وزخارفه، وسر السعادة الزوجية ببركته والوقاية من الحسد والسحر والعين، والمرافق للميت حتى في قبره، كما ترسخت في الوعي الشعبي الاعتقاد الديني بالتداوي بالحناء للكثير من الأمراض.
في السياق ذاته يؤكد البحث على أنه نقلت الكثير من الاساطير والحكايات الشعبية مضامين رسخت في أذهان الشعب القيمة النفعية الدينية والطبية حتى أصبح وسيلة وتعويذة لطرد الجن، كل هذا جعل من الحناء مصدر قداسة في الثقافة الشعبية مرتبطة بالإنسان من حين الولادة وحتى الوفاة، “فقد قدست الحضارات اليمنية القديمة الكثير من النباتات ذات المحاصيل” باعتبارها رمزا من الرموز الدينية للمعبود وحرزا للإنسان”.
الكتاب وبحسب الباحث تناول جمالية الحناء وعلاقته بالموروث الشعبي في اليمن من خلال أربعة فصول:
الفصل الأول مدخلًا عامًا للدراسة، تناول المصطلحات والتعريفات للدراسة، وبه مجتمع الدراسة، أما الفصل الثاني فقد تناول الدراسة الميدانية، من حيث الخامات والأدوات المستخدمة والتقنيات ومراحل تحضيرها وإنتاجها، بينما الفصل الثالث جاء بعنوان التحليل الجمالي لتشكيلات الحناء الزخرفية والذي تناول تنوعاتها واختلافها بحسب التأثير الجغرافي والثقافي.
أما الفصل الرابع والأخير فكان بعنوان: فنون الحناء والثقافة الشعبية اليمنية، والذي يعرض علاقة الحناء وارتباطه بمختلف فنون الثقافة الشعبية عامة.
ثم يعرض الكتاب نتائج الدراسة.
ويعد هذا الكتاب مبحث جديد ومهم وهو اضافة قيمة إلى جانب العديد من الكتب التي تناولت الموروثات الشعبية التي لا تزال تلعب دورا ايجابيا وجماليا وفنيا واجتماعيا في الحياة اليمنية من خلال لغة بصرية مدهشة وأفكار خلاقة، كما أنها تعمل على ربط الحاضر بالماضي بصورة دائمة الاتصال ما يجعل من موروثنا كنز جميل يستحق البحث والتوثيق ويستحق الاحتفاء والتذكير بمميزاته وفوائده.