فرحة اليمنيين برفع العقوبات عن الشهيد صالح ونجله أحمد علي عبدالله صالح
في البداية تنتابني مشاعر جياشة وفرحة عارمة بخبر رفع العقوبات الدولية الظالمة عن الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ونجله القائد أحمد علي عبدالله صالح، هي الفرحة التي أتت بلا موعد وبعد طول انتظار وعمت عموم محافظات ومديريات الجمهورية اليمنية.
نادراً ما أكتب عن غواية السياسة، لا لأن المخيلة مقيدة بتفاصيل الأمور الصغيرة، بل لأن هناك من يُمارس هذه الكتابة بمنهجية أكاديمية بحثية، خصوصاً عندما يتحدث عن تجربته أو تجارب أخرى، حتى أن الفكرة التي تراودني الآن حول رفع العقوبات لا تخرج عن كونها نوستالجيا شعرية تحن إلى الماضي الجميل، وتصبو إلى المستقبل من خلال تفكيك العُقد التي رافقت ملف القضية اليمنية ضمن رؤية محددة واضحة المعالم، وعلى الصعيد الشخصي ما زلت أبحث عن اليمن كمن يبحث عن خيط رفيع في كومة ركام، إلا أن شغف الفرحة برفع العقوبات جعلتني أكثر قدرة على الرؤيا وربما باتت اليمن أكثر وضوح.
بلا شك أن رفع العقوبات الظالمة عن الزعيم صالح ونجله القائد أحمد علي عبدالله صالح، دفعت البسطاء من عامة الناس للتعبير عن فرحتهم بطريقة جنونية، فهم لا يزالون مدفوعين إلى عصور الظلمة رغم ما يملأ حدائق قلوبهم من أزهار وأضواء ونجوم، فحياتهم لا تخلوا من العناكب السوداء القاتلة، كنت دائماً أعتقد أن انهزاميتنا المتجذرة في أعماق العشر الأعوام الماضية هي التي تدفع شعباً مطحوناً بالحروب والصراعات ولقمة العيش للتعبير عن فرحتهم العارمة بخبر رفع العقوبات، نحن أمام شخصية وطنية شاملة ونادرة استطاعت توحيد اليمنيين من أقصى الوطن إلى أقصاه، وهنا يمكن القول بأننا أمام لحظة تاريخية قد لا تتكرر مطلقاً.
القائد أحمد علي عبدالله صالح فهم معادلة السياسة جيداً، واتجه نحو مخاطبة الشعب اليمني في كل خطاب له، وكأن الرجل كان يقرأ السياسة من منظور مختلف تماماً، قراءة خالية من ضجيج السياسي والمفكر، كان بسيط للحد الذي يجعلك تظن لوهلة بأنك أمام شخصية قريبة منك لسنين، كنتُ أقرأه مع كل خطاب له وكأني أقرأ وجع شعب ومعاناة وطن وصراع مرير عانى منه الرجل لأكثر من عشرة أعوام.
كيف أنقضت العشر سنوات الماضية بهذه السرعة البطيئة وتغيرت المواقف، في العام الماضي كنت أكتب مقال عن رفع العقوبات الظالمة، وأشم الكلمات على السطور كما يشم المهزوم بيان الخسارة، كان لحبر الكلمات آنذاك عبق خاص رغم قساوته، كانت همومي كبيرة والمعنويات لم تكن عالية، كان شغفي لخبر رفع العقوبات الذي يوقظني من النوم صبيحة اليوم التالي من أجل سماع هدفنا المقدس والأوحد، أن نسمع خبر رفع العقوبات، بعد هذا العام، ها نحن نحتفل برفع العقوبات، نعيش مرحلة تُشبه الحلم لكنها أقل تعبأ من سابقتها، مئات المنشورات والتغريدات والمقالات تتدافع في السوشيال ميديا مباركة ومبتهجة بك كقائد أبدي لليمن واليمنيين، ببساطة تعبت الكلمات وهي تحتوي اسمك كرمز وطني وحد اليمنيين وتوافقوا عليه.
يحدث أن يتوقف شاعر عن الكتابة أو يكتب صمته الأبدي البليغ كما يفعل رامبو، لكنه لم يحدث على الاطلاق أن يكتب شعب كامل شغفهُ ويدون فرحته الأبدي حول شخصية واحدة، ذلك يعني أن يتحول الباطل الذي أراده لنا إلى موت يُشبه تلك الآلة السحرية التي حولت القُبح إلى جمال، والقوة إلى هشاشة والأرض إلى سماء.