تظل تجربة الحوثي في الاستعباد الأكثر إفزاعا لخصائصها العدوانية
يغرق اليمن في عبودية العصر ووقع في فخ التناقض الصارخ بين قلة يعتقدون أنهم سادة وأغلبية يعتبرونهم عبيدا، يعيشون كما لو كانوا في زمن الرق مع اختلاف مفاهيم العبودية، فعصابة الحوثي تتجه كل يوم بثبات إلى تعميق الهوة بينها كأقلية اختطفت السلطة بقوة الدعم الخارجي لها، تستأثر وتملك كل شيء وأغلبية فقدت القليل الذي كان بحوزتها ويوفر لها أسباب الكرامة .
داس الحوثيون على كل شيء في سبيل مصالحهم وقفزوا فوق كل القوانين والشرائع والقيم الإنسانية، فقد كان العبيد عبر العصور يأكلون ويشربون ويحصلون على السكن والأمن النفسي والبدني مقابل ما يقدمونه من عمل، أما الحوثي فقد أجبر الناس على العمل بدون أجر ويعمل على غسل ادمغة الأطفال في المدارس ومراكز التثقيف الخاصة به، يريد عبيد بدون مقابل .
لقد أثبتت هذه العصابة، بأنها لا تمت للبشرية بشيء ولا يمكن ربطها بالبشر لأنها من صنف الأوبئة، بل من أكثر الأوبئة خطرا على الحياة والإنسان، فهي تزعم أنها مميزة عن سائر الخلق وأنها من صنيعة الله، وأن من يرفض الانصياع لها فهو عاصي لأمر الله وإيمانه ناقص، ولهذا نجد ممن تجري العبودية في دمائهم من يصدقهم ويعبدهم وينفذ رغباتهم وشهواتهم ولا يطعم العيش إلا تحت أقدامهم، لذلك تجد هؤلاء يكرهون الحرية والأحرار ويمجدون العبودية ويخاطبون الجرذ عبد الملك الحوثي بالسيد ويتلذذون بالعبودية .
وبرغم كل ما يجري، فهناك يمنيون أحرارا يصرخون كل يوم بوجه هذا الوباء المدمر للحياة والقاتل للإنسان، وسيأتي اليوم الذي يجعل صرختهم مدوية لإنقاذ اليمن واليمنيين من هذا الطاعون المعزز بالعناية والرعاية الدولية والأممية .
لست بحاجة إلى تأكيد أن من يقتل ويخرب ويغدر ويخون بأنه مجرم وسيسقط يوما ما هو ومن يدور في فلكه، فهذه العصابة لم تعد تستخدم التقية في استعباد اليمنيين، فقد احتفلت علنا بيوم الولاية، ومن يعتقد بأن هذه العصابة بعد هذا الاحتفال يمكنها أن تتعايش مع الإرادة الشعبية فهو من أراذل العبيد، لأنه قبل بأن يكونوا ولاة عليه إلى يوم الدين .
هذه العصابة تنشر سمومها وموبقاتها بهدف العودة إلى نظام العبودية، ولكن بدون حتى إطعام العبيد وإسكانهم، وهناك من يلهث وراء عبوديته ويمجد مستعبديه ويكره الحرية ويحارب الأحرار ويسيء إلى الشرفاء ويتطاول عليهم .