قراءة من الواقع
في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على الحكم في صنعاء ،، فإن مستقبل العلاقات اليمنية السعودية يكتنفه الكثير من التحديات والغموض,, فيما يلي بعض التوقعات المحتملة:
اولاً.. التصعيد والنزاع المستمر .. فمن المرجح أن تشهد العلاقات تصعيدًا أمنيًا واقتصاديًا مستمرًا بين السعودية والحوثيين، نظرًا لاختلاف المواقف السياسية والأهداف الاستراتيجية ما يؤدي لاستمرار الاشتباكات العسكرية على الحدود اليمنية السعودية، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
ثانياً.. المحاولات المستمرة للتفاوض والوساطات وهي اللعبة التي يجيدها الحوثيون اقتداءً بإيران وهو ما يجعل الأطراف الدولية والإقليمية تسعى دوما إلى تنشيط عملية السلام والمصالحة من خلال وساطات وجهود دبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية مع السعودية،،ولكن سيظل نجاح هذه الجهود مرهونًا بمدى استعداد الأطراف الحوثية للتنازل عن مطالبهم وتقديم تنازلات ومع كل تفاوض وابداء حسن النوايا السعودية يسعى الحوثيون لرفع سقف المطالب وهكذا سيستمر الحال ..
ثالثاً.. التأثير الاقتصادي والإنساني،، واستمرار الأزمة الاقتصادية في اليمن وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة، سيشكل تحديًا كبيرًا للسعودية في إدارة هذا الملف المتضخم ،، ما يجعلها مضطرة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للتخفيف من معاناة اليمنيين المتضرر الاكبر من العبث الحوثي، ولكن سيكون ذلك ايضا مشروطًا بتعاون الحوثيين.
بشكل عام، يبدو ان مستقبل العلاقات اليمنية السعودية محفوفًا بالتحديات والمخاطر في ظل استمرار حكم الحوثيين،، وستتطلب إدارة هذه العلاقات جهودًا مضنية دبلوماسية وسياسية كبيرة من جميع الأطراف المعنية.. فلا استقرار مع الحوثيين طالما لديهم مشروع مدعوم ايرانياً في المنطقة ولا يستقيم الحال الا بزوال هذا المشروع أو القبول بالأمر الواقع وهذا ما يخشاه جميع اليمنيين.