ملكة أخرى من حالمين حكمت العالم (الملكة نعمة)
ن بين حوالي عشرون ملكة استطعنا الحصول على معلومات عنها إلى الآن ، بعضهن حكمن الوطن العربي وبعضهن أمتد حكمهن ليشمل القارات الثلاث ، من ضمهن الملكة نعمة التي تربعت في إقليم يمنات الممتد من إب إلى أجزاء من شبوة ، وفي العاصمة التي تسمى اليوم حالمين وسابقاً مملكة الأقدور.
روايات تناقلها الأجداد عن أجدادهم بأن هناك الملكة نعمة ، وبعضهم قال أن هن عدة ملكات حملن إسم نعمة ، نعمة الكبرى والصغرى ، والبعض قال نعمة الأولى والثانية والثالثة ، والبعض قال نعمة الكبرى والصغرى والسمراء.
وعلى الواقع توجد مساحة كبيرة في حالمين قلب مملكة القادريين تسمى نعمة.
في كتب التأريخ ذكر نشوان الحميري في السيرة الدامغة فيما يتعلق بشمر أن الحكم عاد لبني نعمة ، وذكر الهمداني نعمة بنت الحارث.
ومن خلاصة ذلك تصل لنتيجة أن نعمة الكبرى هي نعمة بنت الحارث بن قحطان بن يمن بن قادر.
الدليل:
ذكر ابن خلدون في تأريخه أن يمن هو بن قادر ، ولكن قادر ليس ابن النبي إسماعيل كما قال بن خلدون مستنداً للتوراة ، إنما بن قادر بن عمليق بن عريب بن سام بن نوح ، كما أشار لذلك بن منظور في لسان العرب.
والملك يمان بن قادر لديه حصن في حالمين يسمى حصن يمان.
وكما ذكر بن خلدون أيضاً أن قحطان هو بن يمن بن قادر.
وكما ذكر الهمداني أن من أولاد قحطان الحارث ولكنه نسبه لقحطان بن هود ، والحقيقة أنه الحارث ابن قحطان ابن يمن ابن قادر والد الملكة نعمة بنت الحارث.
ذكر ابن خلدون في تأريخه أن الملك حارث الرائش هو أول الملوك التبابعة ، وإنما سمي الرائش لأنه راش الناس بالعطاء ، ولكنهم اخطأو في تحديد عهده في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، مستند ابن خلدون ومعه الهمداني في شرح الدامغة والمؤرخ الفرح ونشوان الحميري في كتاب السيرة الجامعة على ماذكرت برديات مانلتوا ونقوش مسمارية حيث ذكروا اريشيم ملك سبأ ارتوا ، وجعلوا محل اريشيم هو الحارث الرائش وهذا تزوير مفضوح ، إذ أن حارث الرائش غير ايريشيم وهو أقدم بكثير حسب ما توضحه فحوصات الإنتشار الجيني العربي، أي قبل أربعة الف سنة قبل الميلاد.
يجب التفريق بين شمر ذو الجناح وشمر بن يهحمد ، وشمر بن يهنعم.
وبين الحارث بن الرائش وليس الحارث الرائش ، وبين الحارث بن قحطان.
وبين نعمة أخت شمر ونعمة أم شمر.
شمر ذو الجناح هو الذي قاد الفتوحات للصين والشرق وأووربا وهو مؤسس سمرقند كما ذكر كتاب السيرة الجامعة وغيرها ، وعصره كان ما قبل ألفين قبل الميلاد ، وليس شمر يهنعم الذي طرد الإحتلال الحبشي من اليمن في القرن الثاني بعد الميلاد كما سنوضح لاحقاً وبالأدلة في بحث يفرق بين حمير العربية كحضارة وحمير القبيلة والدولتان اللاتي ادعت الحميرية كحمير اليهودية والحبشية واللتان هن بمثابة إحتلال وأتباع لإمبراطوريات غير عربية.
الحارث بن قحطان بن يمن هو ملك في بداية عهد دولة المثامنة التي والتي إطارها داخل الوطن العربي كما سيتم توضيح ذلك لاحقاً في بحث أقاليم العرب الثمانية ، ونعمة بنت الحارث هي ملكة في ذلك العصر.
والحارث الرائش لم يسمى الرائش لأنه يجود بالعطاء ، وإنما هو الحارث بن الرائش ، والرائش هو ملك قبل الحارث ومنتسب لقادر فلدينا قبيلة تحمل لقب الرياشي القادري وهي متواجدة في إب ويافع ولدينا وثائق على انتسابها مكتوبة بخط المسند ، ولأنه في عهد الملكات القادريات كان الحكم للملكة أخيها يتولى قيادة الجيش ، وهذا ما يكشف أن نعمة بنت الحارث بن الرائش هي الملكة التي حكمت القارات الثلاث في الوقت الذي قام به أخوها شمر ذو الجناح بقيادة المعارك والسيطرة حتى الصين وهي تعتبر نعمة الثانية.
وأما نعمة الثالثة التي من نسلها شمر يهنعم فهي في العهد المتأخر هو عهد الملكات الصهباويات كما سنوضح أيضاً في البحث الذي يتحدث عن هذا العهد.