قراءة في المخطط الأمريكي للانقلاب على الرئيس صالح.. علي ناصر يكشف التفاصيل
باعتقادي أن الانقلاب في مفهوم علي ناصر محمد، مفهوم واسع ويشمل جملة من المفاهيم التي ترتبط بمجملها بموضوع المصالح والضمانات، والتي بلا شك ستقوده إلى انهيار مشروعه وطموح العودة للمشهد السياسي، يؤكد التصريح الذي ذكره ناصر محمد، أن العرض الأمريكي له للانقلاب على الشهيد علي عبدالله صالح عرض عليه بشكل رسمي من قبل ضباط المخابرات الامريكية في أغسطس بلندن في العام ٢٠١٠م، إلا أن أحد أهم اشكالياته كانت في عدم تقديم ضمانات له، وأعتقد أن هذا سبب رفضه للعرض، وهذه نصف الحقيقة وليست الحقيقة كلها.
وبدلالات الأحداث التي ذكرتها تسريبات ” ويكيليكس” في العام ٢٠٠٩م وما تلاها من فوضى في مطلع العام ٢٠١١م يؤكد بأن الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح لم يكن يوماً عميلاً للأمريكان، وبأنهم كانوا ينظرون له بأنه يُشكل خطراً حقيقياً على مصالحهم في اليمن والمنطقة، فكان المخطط إما انقلاب عسكري بمساعدة علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع كما ذكرت “ويكيليكس” في تسريباتها في العام ٢٠٠٩م، أو أن يشمل اليمن مخطط الربيع العربي وهو ما حدث لاحقاً.
لم يكن مصادفة أن يشمل مخطط الانقلاب اليمن، بل كان الأمر مخطط له منذُ وقت بعيد، ولعل إثارة الفوضى في شمال اليمن، وتمرد ميليشيا الحوثي على الدولة، والستة الحروب، وفوضى ما يُسمى بالحراك الجنوبي، كانت مقدمة لتقويض مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة بالقوة، صحيح أن الظروف اليوم اختلفت، لكننا أمام قوة من الماضي مسكونة بالمخططات نفسها.
لا شيء يولد من فراغ، أو بالمصادفات، منعزلاً عن مقدماته وسياقه وتاريخه، حتى لو بدا لوهلة أنه غير قابل للتصديق، لم يكن تنظيم الإخوان المتطرف سِراً مغلقاً على المخابرات الأمريكية، بقدر ما كان أداتهم ويدهم الطولى في اليمن منذُ نشأته، فقد كانوا القوة والنفوذ الأمريكي في مواجهة كل ما هو ماثل أمامهم، فنفذوا المخطط بتبعية مفرطة وقد أحسنوا التنفيذ أفضل من غيرهم.
حزب البديل من أجل أمريكا إحدى تجليات مخطط الانقلاب، كان يجب أن يكون هنالك حزب بديل عن حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث سعت كل الأدوات في اليمن لاجتثاث حزب المؤتمر الشعبي العام، وعندما فشلوا قاموا بتهميشه واقصائه من المشهد السياسي، ولعل تصريح ناصر محمد أعاد للأذهان الحملات الاعلامية التي شيطنة المؤتمر وسعت بكل ثقلها لاجتثاثه ولم نكن نعلم حينها الأسباب الحقيقية التي اتضحت لنا اليوم.
إنها الحرب المفتوحة التي أخذت مداها وأنهكت أطرافها وجعلت سؤال الانقلاب الأمريكي في اليمن واضحاً لمن مازال لم يفهم اللعبة بعد.
وهذا يؤكد المؤكد ويتطابق مع ما ورد في بريد وزارة الخارجية الامريكية بعد رفع السرية عنه، أن الأمريكان وراء كل ما حصل في ٢٠١١م، حيث استخدموا الاخوان والحوثي للقيام بفوضى فبراير، وكانوا يتلقون التوجيهات ويعقدون الاجتماعات على مدار سنين طويله في عدة عواصم أوروبية لتنفيذ مخطط الانقلاب وتصفية صالح.
أما الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح فقد ترك لشعبه عبارة ذهبية قبل رحيله، كان مضمونها يقول: اليمن مريضة وعلى الشعب علاجها، وهذا القول يُرافقنا في أمكنة ومحطات كثيرة.