شيء من التاريخ (8).. الفداء الحسيني القاتل
تلعب خرافة الوصاية على تضخيم عقدة الشعور بالذنب وتحقير الذات عند اتباعها بسبب خذلان آل البيت وخذلان الحسين!
وتحقير الذات هو طريقها لاستعبادهم ومصادرة عقولهم واستغلالهم في مشاريع الموت الطائفي .
وصار فشل البيت الطالبي في الوصول للسلطة بسبب عجزهم الذاتي هو الخنجر الذي يغرسه حراس خرافة الولاية في قلوب المسلمين عموما واتباعهم خصوصا.
لم يكن مقتل الحسين غير حادث سير عادي في تاريخ ضخم لإمبراطورية عالمية حتى لو أراد حراس خرافة الوصاية تحويله الى بداية أو نهاية التاريخ.
ولم يكن الحسين اكثر من رجل طموح دفعته نرجسية “ابن الرسول” لمنازعة السلطة مع امبراطور كانت قواته تتمدد عبر القارات.
ارتبط المسيح بالفداء، مثلما ارتبط الحسين بالفداء. لكن هناك فارقا جوهريا بين الفدائيين.
لقد مات المسيح فداء للمؤمنين به، وخلص العالم من عبء الخطيئة، حسب التصور المسيحي. لهذا، ليست هناك حاجة لأن يموت المسيحيون أو يستشهدوا فداء للمسيح، فدم المسيح فداء لكل الدماء.
أما بالنسبة للحسين، فالأمر مختلف. لقد مات الحسين لأن أنصاره خذلوه ولم يفدوه.
لهذا، لابد لأتباعه أن يكفروا عن خطيئتهم الأبدية، وهذا التكفير لا يكون إلا بالموت والاستشهاد. أخذ “ثأر الحسين” وتقديس فكرة الموت والشهادة. فكل شخص يؤمن بالحسين يجب أن يموت تكفيرا عن خطيئة خذلان كربلاء.
حادثة كربلاء والمنطقية عي “الخطيئة الاصلية” لدين آل البيت التي يرفضون تحمل مسؤوليتها ويلقون بدمائها على وجوه المسلمين قرنا بعد قرن.
الفارق بين الفدائيين هو الفارق بين الحياة والموت. فعقدة الذنب الوهمية تغرق اتباعها في مصيدة الموت والدم، ولن يخرجوا منها إلا بالخلاص من عقدة الفداء القاتل التي زرعتها أساطير الولاية والشهادة والاصطفاء والوصاية.
وكم من حياة سننقذ لو نسينا حادث الوفاة العرضي في تاريخ مليء بالأحداث الملهمة.