منبر حر لكل اليمنيين

(حاضرٌ يشتاق إلى ماضيه)

98

الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح
رحمة الله تغشاه وجنة الخلد مأواه

في ذكرى توليه مقاليد السلطة في ١٧ يوليو ١٩٧٨ تحضرني بعض أسطر تخالج النفس أرى لزاماً البوح بها، لا أستهدف من ورائها مدحاً لشخصه أو ذمّاً له، بل تقريرا لحال عشناه وعايشنا تفاصيله ومعطياته وأحداثه خيرها وشرها حتى أضحى تاريخا مسطوراً يستوجب التأمل في محتوى دفتيه.

يقول الشاعر :
“رب يوم بكيت فيه فلما * صرت في غيره بكيت عليه”. إننا كشعب طيلة 33 عامًا عشناها تحت كنف الرجل وحكمته لم تكن حياتنا جنةً، ولم ننعم برفاهية العيش الرغيد الذي تأمله جميع شعوب الأرض وبعضها ترتع فيه ، وتلك حقيقة، لكننا وشهادة لله عقبها عشنا الجحيم وذقنا الأمرَّين وحُرِمنا من حياة كان فيها الأمان قائم، والأمن مستتب، والمرتبات مصروفة غير منقوصة، والكهرباء ممنوحة بأسعار رمزية وعن غير الدافعين ليست مقطوعة،… الخ من مقومات العيش الكريم – في حدودها الدنيا،

بل وحرمنا من انجازات نهضوية تنموية كانت تشيد في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية والبنية التحتية والخدمية والانتاجية، وإن كانت عجلتها تدور ببطء، ولئن قيل أن تلك الانجازات لا تتناسب ومدة الحكم الزمنية الممتدة لأكثر من 3 عقود فالمؤَمل كان أكثر وأكبر، فذاك المأخذ وإن اعتراه شيء من الصواب لكن الحقيقة الناصعة أن هناك ثمت انجازات قد شُيدت ، والمؤسف أننا لم نحافظ عليها، بل دخلنا في أتون حرب قضت على كثير منها. وما أقبح آلة التهديم وما أسرعها في نسف جهود السنين الطوال، والأقبح منها ألسنة المنكرين الجاحدين لمشاهدات ماثلة أمامهم رأي العين.
..
حقيقة : لقد بِتنا نلعن الحاضر لمرارته ونستذكر الماضي للِطافته، ولا نقف عند حد استذكاره بل نؤمل العودة بحاضرنا – المنغمس في واقع مرير مضني – لذلك الماضي الهادئ الهانئ. وتلك التطلعات قد باتت اليوم أعلى سقوف أحلامنا وآمالنا التي ننشدها.
..

تعليقات