إيران .. التوسع البحري عبر بوابة غزة
استغلت ايران الحرب على قطاع غزة ، لتوسيع وجودها البحري لتعزيز وجودها الاستراتيجي في المنطقة، حيث حولت البحر الأحمر إلى ساحة معركة في ظاهرها غزة و في باطنها مطامع فارسية، عن طريق ذراعها من عصابة الحوثي الارهابية لتنفيذ مخططها من خلال استهداف السفن التجارية التي تمر عبر أحد أهم ممر بحري في العالم.
فالمعلوم ان الحوثيون، مليشيا ارهابية مدعومة من إيران، قاموا بإطلاق الصواريخ وإرسال المسيرات الحربية لضرب السفن التجارية والتسبب في أضرار كبيرة بالنقل والشحن البحري و تهديد طريق التجارة العالمي، لتحقيق مزيد من التأثير والتواجد الايراني في المنطقة من خلال تعزيز وجودها بالبحر الاحمر و مضيق باب المندب و ما غزة غير قميص عثمان.
تأتي هذه الهجمات الارهابية بعد أن أغرق الحوثيون عدة سفن والحقوا أضراراً بعشرات السفن التجارية الأخرى. وهذا التصعيد العسكري أدى إلى تعطيل الطريق البحري الحيوي الذي يعبره ما لا يقل عن 12 في المئة من إجمال التجارة الدولية كل عام في الظروف الطبيعية. ونتيجة لذلك، ارتفعت تكاليف الشحن بصورة كبيرة وانقلب النظام التجاري رأساً على عقب، مما تسبب في تأثير اقتصادي سلبي على العديد من الدول و منها اليمن.
وعلى الرغم من أن الحوثيين تعهدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية حتى تنتهي إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة وهى كذبة كبرى، وهذا ماهو معلن وفي الحقيقة ان الحوثيين سوف يستمرون تحت ذرائع عدة حتى ينفذ الحرس الثوري الايراني مخططاته في التوسع البحري، في البحر الاحمر و المحيط الهادي. ورغم أن تلك الأعمال العدائية تعكس حجم الصراعات والتوترات في المنطقة وتأثيرها السلبي على حركة التجارة العالمية. تظهر تلك الهجمات العسكرية الجديدة كيف أن النزاعات المحلية تتحول إلى أزمات دولية تؤثر على الاقتصاد اليمني والعالمي بشكل كبير.
تعتبر السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية من أهم الأهداف التي تسعى إليها إيران في سياستها الخارجية، وقد استغلت حرب غزة ذريعة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة. فإيران تعتبر نفسها قوة إقليمية تمتلك القدرة على التأثير في الشؤون البحرية والنفطية، ولذلك تسعى جاهدة لتعزيز سيطرتها على المضائق البحرية الهامة.
كما تستغل إيران العلاقات القوية التي تربطها بالحوثيين في اليمن لتعزيز سيطرتها على مضيق باب المندب، الذي يعد ممراً حيوياً هاما للتجارة العالمية. ومع تزايد التوترات في المنطقة، باتت الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية تشكل تهديداً جدياً على حركة الملاحة في المنطقة.
تعتبر إيران من أكبر مصدري النفط في العالم، ولذلك تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة في تأمين سلسلة الإمدادات العالمية للطاقة. وبالتالي، فإن السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية تعد أولوية قصوى لإيران لضمان استمرار تصدير النفط وضمان أمن الملاحة العالمية.
تحاول إيران استخدام قواتها البحرية لزيادة كلفة الصراع على خصومها، وهذا يتضح من خلال تحسين قدرتها على عرقلة طرق عبور سفن الشحن الدولية. فهي تسعى إلى تعقيد حركة السفن والشحن في المنطقة بغية زيادة التكاليف على خصومها وتقليص فرصهم في التصعيد العسكري ضدها. علاوة على ذلك، تسعى إلى استغلال وجودها البحري لتعزيز قدراتها الدفاعية وتقوية وجودها الاستراتيجي في المنطقة ومنها إنشاء قاعدة بحرية في السودان.
وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن إيران تسعى إلى استخدام وجودها البحري لتحقيق أهدافها الاستراتيجية والدفاعية في المنطقة على حساب اليمن و اليمنيين بشكل خاص و الخليج بشكل عام. ومن خلال تعقيد حسابات خصومها وتعزيز وجودها الاستراتيجي، تسعى إلى تحقيق تأثير أكبر على دول المنطقة والعالم، وتعزيز قدراتها و مخططاتها التوسعية.
في الختام، يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل مشترك لتقليم اظافر ايران في المنطقة، ثم العمل على حل النزاعات والتوترات في الدول التي اصابها مخطط الحرس الثوري التوسعي، وضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الاستراتيجية، حتى يتسنى للدول الإقليمية والعالمية تحقيق التنمية والازدهار بشكل مستدام.