بالحرف.. تصريحات صادمة للسفير البريطاني السابق لدى اليمن ” إدموند براون”
" إدموند براون" " أخبرني زعيم الحوثيين حرفياً" أنتم تحملون هموم الوفيات في اليمن ونحن لا يهمنا عدد الأشخاص الذين يموتون
وصف السفير البريطاني السابق في اليمن ” إدموند براون ” ميليشيا الحوثي بأنها جماعة خبيثة وشوفينية وعنيفة، تتكون من الطغاة واللصوص، مضيفاً في نفس الوقت بأن ميليشيا الحوثي تعيش على الدم ولا تكترث لعدد القتلى من اليمنيين ويستخدمون ذلك لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وبالرغم مما جاء على لسان السفير البريطاني إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية كانت قد كشفت منذُ اللحظة الأولى للحرب الوجه القبيح لهذه الجماعة عبر مئات التقارير الدولية التي وثقت حجم الجريمة المنظمة التي يرتكبها الحوثيين بشكل يومي بحق اليمنيين، بالإضافة إلى شهادات المعتقلين والأسرى الذين تم اطلاق سراحهم من سياسيين وناشطين وصحفيين.
لكن أن تأتي هذه الشهادة من دبلوماسي بريطاني رفيع فإن ذلك يعني بأن المجتمع الدولي بدأ يشعر بالقلق حيال نشاط هذه الجماعة التي لا تكترث بالتنديدات الدولية ولا بقرارات مجلس الأمن الدولي، وتصر على جر البلاد للهاوية وتوريطها في حرب إقليمية ودولية شاملة خدمة للمشروع الفارسي الذي نشأ على الفوضى والدم وتصدير الأزمات والحروب لدول المنطقة وكذلك المخدرات والسلاح والمعتقدات.
وأضاف السفير البريطاني خلال حلقة نقاش مرئية أقامتها منظمة CEP الدولية المتخصصة في مواجهة الأفكار المتطرفة، أن ميليشيا الحوثي ليست حركة تحرر بل مجموعة خبيثة وشوفينية وعنيفة للغاية من الطغاة واللصوص.
الملاحظ لوصف السفير البريطاني سيجد بأنه وصف جماعة الحوثي بوصف دقيق جداً وهو وصف علمي يتعلق بالجانب النفسي وبالسلوك الشخصي والنشأة الغير سوية لهذه الجماعة.
حيث اثبتت الدراسات النفسية التي أُجريت في الكثير من المجتمعات العربية والغربية لمعرفة سيكولوجية العنف والخبث، بأنها من أكثر السلوكيات البشرية خبثاً، فهو سلوك غير أخلاقي له أسبابه النفسية الذي جعل منه ظاهرة تستشري في عالمنا العربي، وبسبب هذا المرض يسود روح الحقد والكراهية والعنف، ويُحدث فجوة بين فئات المجتمع، ويثير سخط الناس ويشعل بينهم نار الحروب والاقتتال، كما يُسبب في خلق فوارق طبقية غير منطقية ولا منصفة، وحين يأتي هذا الوصف من شخصية دبلوماسية رفيعة فإن الأمر يستدعي القلق لأننا أمام جماعة مريضة نفسياً لن تتردد في قتل ما تبق من اليمنيين لما لها من أثر سيئ في المجتمع.
وذكر “إدموند براون” ما وصفهما بلحظتين من الوضوح الشديد من كبار قادة ميليشيا الحوثي، اللحظة الأولى: عندما اخبروني قبل وقت طويل نيتهم قتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، مؤكدين بأن تحالفهم معه تحالف قائم على المصلحة.
وهو ما يؤكد بأن ميليشيا الحوثي كانت منذُ اللحظة الأولى تخطط لحرب قادمة، وبأن عمليات الاستفزاز التي كان يقوم بها عناصرها من تعدي على المواطنين وقتل وقنص أفراد من الجيش والأمن ماهي إلا مقدمة لهذا المخطط لتصفية صالح الذي أستشهد في منزله في أواخر العام ٢٠١٧م وهو يواجه ميليشيا الحوثي.
أما اللحظة الثانية يقول “براون ” عندما أخبروني قادة الحوثيين أنهم سينتصرون في اليمن، وبأن زعيم ميليشيا الحوثي أخبره حرفياً قائلاً: أنتم تحملون هموم الوفيات في اليمن، ونحن لا يهمنا عدد الأشخاص الذين يموتون. ويضيف “براون” بأن قادة الحوثيين قالوا: عندما يموت عدد كافِ من اليمنيين سوف تأتون تتوسلون إلينا لصنع السلام.
وهنا نجد دلالة واضحة على أن ديدن الميليشيا الحوثية قائم على القتل، وبأن المجتمع الدولي كان على علم مسبق بنية وعزيمة ميليشيا الحوثي قتل آلاف اليمنيين ولم يحرك ساكناً، وبرغم علم المجتمع الدولي واعتراف قادة جماعة الحوثي بأنهم عازمون على قتل أكبر قدر من اليمنيين إلا أنه ظل يرسل مبعوثيه لليمن ويعقد معهم المشاورات، ويمنحهم فرص النجاة لقتل مزيد من الأبرياء عبر الهدن التي ساهمت بشكل كبير في تقوية أرضية الحوثيين وزادت من قدراتهم الصاروخية وتوسعهم جغرافياً وإحكام سيطرتهم على أغلب مناطق الشمال.
في ذات السياق وحول تصريحات السفير البريطاني” إدموند براون” فقد أعترف بخطأ الغرب في قوله: بأن الغرب أساء التقدير في فهم ميليشيا الحوثي، وبأننا لم نكن نتوقع أنهم (ميليشيا الحوثي) مجموعة إرهابية تُكرس الحكم الإيراني في اليمن حسب تصريحاته.
وهنا يمكن القول: ربما أساء الغرب تقدير فهم سلوك ميليشيا الحوثي، لكنه كان متواطئاً إلى حد كبير معها، وتماهى معها بالعديد من المحطات رغم اطلاعه على العديد من التقارير الدولية التي تحدثت عن وحشية القتل وسفك الدماء في اليمن على أيدي قادة الحوثيين، وممارستها لكافة أنواع الإرهاب الفكري والجسدي والمجتمعي، وتجنيد الأطفال وقتل النساء وهدم المنازل على ساكنيها، وخاصة النظام البريطاني، ولعل اليوم المجتمع الدولي يدفع ثمن تجاهله للأصوات الوطنية التي كانت تندد بوحشية جماعة الحوثي وتدعوا إلى محاربتها وإدراجها في قائمة الإرهاب الدولي.
كما شدد “براون” على أهمية فرض وزيادة العقوبات على قادة ميليشيا الحوثي حيث قال: أؤيد بشدة زيادة فرض العقوبات ضد منتهكي المساعدات الإنسانية بالرغم أن العقوبات لا تكفي.
وكأن “بروان” يلمح إلى الحل العسكري في اليمن، كون العقوبات وحدها لا تكفي، أو أنه يريد القول بأن فرض العقوبات دون تنفيذ مضامينها على الأرض لا تكفي، بالإضافة إلى أن هذه التصريحات قد تُعبر ربما عن الموقف الرسمي البريطاني والغربي تجاه ميليشيا الحوثي التي تمادت في سلوكها الإجرامي واعتراضها للسفن التجارية الدولية في عرض البحر الأحمر، والاضرار بالاقتصاد العربي، وتسويق نفسها كحامي لفلسطين، علماً أن مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرار بفرض عقوبات على أغلب قادة الحوثيين لكن هذه العقوبات لم تُحد من جرائمهم ولم تشكل خطراً حقيقياً على نشاطهم الإجرامي داخل الوطن وخارجه.
وتأتي تصريحات “براون” في وقت تشهد فيه عملية السلام في اليمن نوع من الفتور الذي يصفه البعض بالجمود أو الفشل الذريع، آخرها مشاورات مسقط التي أعلن فشلها تماما من قبل الفرقة المتحاورة، حتى في اطلاق المعتقلين والأسرى في القريب العاجل، جراء تعند ميليشيا الحوثي وإصرارها على الحرب ومواجهة الجميع وعسكرتها للبحر الأحمر الذي يشهد قرصنة حوثية.