الرحالة البرتغالي
الرحالة البرتغالي كاد يتوه في أعمق أعماق محيط منتخب سلوفينيا الهادر..
المستكشف البرتغالي كادت تخدعه البوصلة و تلقيه في واد غير ذي زرع لولا تألق حارسه العملاق ديوجو كوستا..
كريستوفر كولومبوس قاوم دوار البحر طويلا إلى أن لاحت له اليابسة بعد 120 دقيقة أشغال شاقة..
نفدت البرتغال من خرم إبرة سلوفينيا بركلات الترجيح..و لولا أن كوستا وجد بوصلة الاتجاهات لمات بحارة البرتغال في محيط سلوفينيا..
منتخب البرتغال أبقى على نفس الرسم 4/2/3/1 .. أمكنه محاصرة منتخب سلوفينيا الذي اختار للسهرة بدلة دفاعية تتناسب مع قدرات لاعبيه المحدودة أصلا..لكن البرتغال كان بلا أنياب هجومية و بلا ثراء هجومي يحسن تفتيت حصانة دفاع سلوفينيا..
كانت الدقة البرتغالية غير حاضرة لسببين :
الأول: عشوائية العرضيات يسارا و يمينا..حيث افتقدت للضبط و للتركيز مما سهل مأمورية إجهاضها..
الثاني : تواضع مستوى صانع الألعاب برونو فيرنانديز الذي لم يكن حاضرا ذهنيا و لم يقم بواجباته من حيث دقة التمرير و من حيث تفعيل مبدأ الزيادة العددية هجوميا..
مدرب سلوفينيا ماتياز كيك سخر خطة 4/4/2 لبناء جدارين صلبين في الخلف..كان هدفه واضحا جرجرة البرتغال إلى لعبة المصاقرة السيكولوجية..
خطة هذا المدرب سارت على مايرام..لأنها بالفعل أخرجت قواعد البرتغال عن الخدمة..و الأهم أنه عندما تجرأ في الوقت الإضافي على مباغتة البرتغال هجوميا..كشف عورة عمق الدفاع..و لولا رعونة سيشكو في انفراده بكوستا لما احتاجت إلى ركلات الترجيح..
توقفت قلوب البرتغاليين عن النبض تماما عندما أهدر كرستيانو رونالدو ركلة جزاء في الوقت الإضافي الأول..الدون فشل أمام براعة توقع يان أوبلاك..كان كل شيء يوحي بأن اليوم يوم سلوفينيا..
و من أعتقد أن أوبلاك سيحطم أسطول البرتغال ارتسمت الدهشة على وجهه و هو يرى العملاق البرتغالي كوستا يتصدى لثلاث ركلات سلوفينية متتالية.. في حين نجح رونالدو و فيرنانديز و سيلفا في التسجيل..
البرتغال الآن مدعوة لرحلة استكشاف جديدة في بحر المانش أمام منتخب فرنسا..في مباراة حافلة بالرهانات و مشحونة بالتحديات..و للقصة بقية..