هبة كويتية لتغطية فضيحة الحكومة اليمنية
تحاول الحكومة الشرعية التغطية على فضيحتها بالتواطؤ مع عصابة الحوثي وتسهيل تمكينها من اختطاف اربع طائرات
بكل سهولة ويسر، وهذا الأمر أثار استغراب الكثيرين الذين كانوا يتوقعون أن تتحرك الحكومة الشرعية بقوة لاستعادة هذه الطائرات بدلًا من البكاء والاستنكار والتهديد .
ولكن بدلاً من ذلك، قررت الحكومة استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للتعبير عن استنكارها واستهجانها للوضع عبر وزير إعلامها..
هذا التصرف الضعيف والعاجز من الحكومة الشرعية أثار استهجان وسخرية من الشعب اليمني الذي يدرك تمامًا أن سر قوة الحوثيين هو ضعف وتبعية الشرعية، لأن الشعب اليمني وبعد معاناته من حرب استمرت لعقد من الزمن ينتظر بفارغ الصبر تحقيق العدالة والحرية واستعادة أرضه وجمهوريته من قبضة هذه الميليشيات الانقلابية التي تسببت في تشريد ومعاناة الكثيرين، ودمرت اليمن.
إن إرسال أربع طائرات إلى مناطق سيطرة الحوثي دفعة واحدة هو عملية تثير الكثير من التساؤلات والشكوك والريبة حول الأهداف الحقيقية لهذه الخطوة. فليس من المنطقي أن نصدق أن إرسال الطائرات كان بسبب ازدحام وجدولة في مطار جدة، بل يبدو واضحًا أنها عملية تسليم واستلام تمت بإشراف إقليمي .
والغريب في الأمر أن دول الجوار تلعب دورًا غير مفهوم بتهدئة الأوضاع في المنطقة عبر تقديم تسهيلات للحوثيين، دون النظر إلى العواقب السلبية التي قد تنجم عن ذلك رغم علمهم ان الحوثيين مليشيا أجيره تنفذ مخطط إيراني يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولذلك فإن إرسال الطائرات إليهم كمكافأة لن يحقق السلام في اليمن بقدر تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
يعلم الجميع أن العلاقات السياسية تمر بين الدول بمراحل متعددة، وتتطور وفق الأوضاع الدولية والإقليمية المحيطة بها. ومن ضمن هذه العلاقات تأتي العلاقات بين الكويت واليمن، حيث أن تاريخًا طويلًا من التعاون والدعم يربط البلدين.
وتربطهما أيضًا علاقات قوية ومتينة تمتد لعقود عديدة، حيث قدمت الكويت العديد من المساعدات الإنسانية لليمن في مختلف المجالات. ومن بين هذه المساعدات تبرعت الكويت بثلاث طائرات ومحركين للحكومة الشرعية في اليمن.
ومع ذلك، فإن القرار الأخير لحكومة الكويت بمنح الحكومة الشرعية تلك الهبة يثير الكثير من الجدل والتساؤلات، ويبدو أن التوقيت يخدم مليشيا الحوثي الإيرانية أكثر من الشعب اليمني.
ورغم ما حدث، نحن لا نسيء الظن بالاشقاء في الكويت ، لما تجمعنا بهم من الروابط وعلاقات الأخاء، وادراكنا لنواياهم الطيبة،
بل نقول أن المليشيا الحوثية تعتبر الطائرات كجزء من مكافأة لها على استمرار الصراع والتصعيد في اليمن و القرصنة في البحر الاحمر، وهو ما يجعل تسليمها للحكومة الشرعية يبدو كخطوة غير مفهومة .
وهنا ،سؤال يطرح نفسه هو: هل هناك تسوية سرية تحدث تحت الطاولة لا يعلم عنها الشعب اليمني؟
في حقيقة الأمر، إن الشعب اليمني ينتظر من الأشقاء العرب دعمهم وتضامنهم في مواجهة التهديدات الإيرانية والحوثية. وما يعلمه الجميع هو أن التواجد الإيراني في المنطقة يشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار الجزيرة العربية اولًا و العرب ككل، ومن غير المقبول أن يتمكن الحوثيون المدعومون من إيران من السيطرة على اليمن وتهديد الدول العربية المجاورة.
لا يخفى على الجميع، أن مليشيا الحوثي الإيرانية تعتبر خنجراً سامًا في الخاصرة العربية، تحركها إيران كيفما تشاء لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الشعب اليمني والدول العربية. ولذلك، فإن الشعب اليمني يحتاج إلى موقف عربي موحّد يدعمه في تحرير بلاده من هذه الجماعات الإرهابية التي تمثل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة.
فالشعب اليمني يستحق الحصول على الدعم اللازم لاستعادة شرعيته واستعادة الأمن والاستقرار في بلاده. وبالتالي يجب على الدول العربية أن تتحد وتتكاتف لتحقيق هذا الهدف، من خلال تغيير الأدوات والأساليب المستخدمة حتى الآن لمحاربة المليشيا الحوثية وتحرير اليمن من النفوذ الإيراني.
في النهاية، يجب على الدول العربية أن تتخذ خطوات جادة وفعالة لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن، وأن تضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار.
فالتسوية تحت الطاولة والتسليم السري للطائرات لا يمكن أن يكون الحل النهائي، بل يجب على الدول العربية التحرك بقوة والتصميم لتحرير اليمن وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
راي شخصي