شيء من التاريخ(3).. هل علي هو الخليفة الرابع؟
يؤمن السنة والشيعة معا أن عليا رابع الخلفاء الراشدين ويذهب حتى بعض السنة إلى أنه افضلهم.
لكن قراءة أحداث التاريخ المدون تقول إن علي لم يكن أبدا الخليفة الراشد الرابع وأن الخلفاء الراشدين، بالمفاهيم التراثية المعروفة للرشد، كانوا ثلاثة فقط هم ابوبكر وعمر وعثمان..
فقد تم تعيينهم باجماع الارستقراطية القرشية بناء على الأسبقية في الإسلام والوضع القيادي ضمن قريش والتفاني في خدمة الإسلام منذ بدايته. أما علي فلم تجمع عليه الارستقراطية القرشية ورفضه أغلب اهل الشورى المعنيين ب”انتخاب” الخليفة.
قبل وفاته، وصع عمر بن الخطاب نظاما بسيطا لاختيار الخليفة عبر تصويت أهل الشورى الستة: عثمان، علي، طلحه بن عبيدالله، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن عوف.
توفي بن عوف في خلافة عثمان ، ولم يبق من أهل الشورى الا أربعة هم علي وسعد وطلحة والزبير. وتجمع أغلب الروايات على أن اهل الشورى الثلاثة المتبقين لم يبايعوا عليا، وبالنالي تسقط عنه صفة الشرعية أو الرشدية.
ولأن طلحة والزبير بابعا بالإكره وسيوف الأشتر وبقية الثوار على اعتاقهم، نقصا بيعتهما ما أن غادرا المدينة وأمنا شر الثوار من قتلة عثمان.
إذا هناك اجماع كامل من اهل الشورى على عدم أهلية علي للحكم.
لم يتم اختيار علي بالشورى، لهذا حاول الوصول الى الحكم بالقتال. وكان مضطرا الى التحالف مع قتلة عثمان لاكتساب شرعية القوة والغلبة بعد ان فقد شرعية الاختيار.
ومما زاد الطين بلة أن علي بعد محاولة استيلائه على الخلافة بالقوة ارتكب خطئين أثارا ضده نخبة الصحابة.
الأول انه رفض محاسبة المتورطين في مقتل عثمان واقامة الحد عليهم مخالفا بذلك حكما شرعيا واضحا.
والثاني انه أقال حكام الولايات الذين عينهم عثمان وولى بدلا عنهم ولاة ولغوا في سرقة المال العام دون ان يحاسبهم أيضا.
..وهذا تأكيد على غياب القدرات القيادية عنده مما جعل كبار الصحابة يبتعدون عنه أيضا.
نخلص من هذا الى أن علي لم يكن الخليفة الرابع، ولم يكن خليفة من الأساس لأنه لم يحكم الا رقعات بسيطة من خارطة دولة الاسلام آنذاك.
أما الخلفاء الراشدون فهم ثلاثة فقط.
والخلافة لم تنقلب الى ملك ، وانما انتهت وتفككت وتحولت الى فوضى، ليلتقط معاوية اللحظة ويؤسس الامبراطورية الاسلامية .
ليس الهدف من كلامي الانتقال من التأليه إلى الشيطنة، وانما المساعدة على تكوين رؤية نقدية لشخصية محورية في الإسلام في الماضي والحاضر…
شخصية مركبة من الخير والشر ظلمتها السرديات بالصورة المثالية المستحيلة في عالم البشر.