سَاخَت قَوَائمُ تَارِيخِيْ وَمُعتَقَدِيْ
سَاخَت قَوَائمُ تَارِيخِيْ وَمُعتَقَدِيْ
وَغَيرَ هَاوِيَةِ النِّسيَانِ لَم أَجِدِ
فَكَانَ آخِرُ عَهدِيْ بِالبِلادِ وَمَن
فِيهَا، كَعَهدِ جُفُونِ القَهرِ بِالسَّهَدِ
تَقَاسَمَتنِيْ أحَادِيثُ النُّجُومِ إلَى
أَن صِرتُ فِي شَارِعِ النَّجوَى بِلا سَنَدِ
لَم أنتَبِهْ لِغِيَابِيْ -فَجأَةً- وَمَعِيْ
مَسرَى البِدَايَاتِ وَاستِهلالَةُ الأَبَدِ
لَم أنتَبِهْ لانطِفَائيْ، والشُّمُوسُ لَهَا
فِيْ أضلُعِيْ مُستَقَرًّ، وَالضُّحَى وَلَدِي
طَغَت عَلَيَّ المَنَافِيْ حِينَمَا عَلِمَت
بِمُنتَهَى غُربَتِيْ فِيْ الأَهلِ وَالبَلَدِ
وَطَارَ طَائرُ آمَالِيْ وَعَافِيَتِيْ
وَكَانَ حُلمِيْ بِقَلبِ الطَّائرِ الغَرِدِ
لِيْ خَيمَةُ الجُوعِ وَالحُزنِ البَعِيدِ، وَلِيْ
مِن مَغرِبِ الشَّمسِ، رِيحُ الهَمِّ وَالنَّكَدِ
لا فَجرَ فِيْ جُعبَةِ الأَيَّامِ، يَضحَكُ فِيْ
وَجهِيْ، وَفِيْ الحَالِ: لَيلُ الأَمسِ، لَيلُ غَدِ
عَلَى جَبِينِيْ يَدِيْ: رُوحِيْ مُصَدِّعَةٌ
مَتَى سَتُرفَعُ عَنْ هَذَا الجَبِينِ يَدِيْ!؟
أَظُنُّ خَارِطَةَ الأرصَادِ، فَاغِرَةً
فَاهَا، لِحَالَةِ طَقسٍ أرهَقَتْ جَسَدِيْ
نِصفِيْ مَدَارٌ حَرَارِيٌّ، يُؤرِّقُنِيْ
دَهرًا، وَنِصفِيْ صَقِيعٌ قَابِضٌ خَلَدِيْ
مِنَ الصَّوَابِ بِأن أَفنَى عَلَى عَجَلٍ
لا خَيرَ فِيْ وَاقِعٍ أَجفَى مِنَ الزَّبَدِ
خَطِيئةٌ أَن يَظَلَّ المَرءُ مُتَّكِئًا
عَلَى دِلاءِ بَقَاءٍ لِلحَيَاةِ صَدِيْ
وَقِمَّةُ الخُسرِ أن يَبكِيْ البَسِيطَةَ مَن
يَعِيْ بِأنَّ وُجُودَ الخَلقِ فِيْ كَبَدِ
لَقَد تَعَدَّيتُ حَدِّيْ فِي الوُجُودِ، وَلَم
أَبرَح مَكَانِيْ، وَلَم أَذهَب وَلَم أَعُدِ.