تقارير تحذيرية من “سيناريو كارثي” لسيطرة الصين على تايوان
حذرت مؤسسة بحثية أمريكية بارزة من أن الجيش الصيني قد يعزل تايوان، ويشل اقتصادها، ويجعل الجزيرة تستسلم لإرادة الحزب الشيوعي الحاكم في بكين دون إطلاق رصاصة واحدة.
وبحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، فقد تزايدت المخاوف من أن يفي الحزب الشيوعي بوعده بالسيطرة على تايوان ذات يوم، بالقوة إذا لزم الأمر، على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي. وكان رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا سبباً في تفاقم هذه المخاوف.
خيار مختلف
وركز المحللون والاستراتيجيون العسكريون لفترة طويلة على خيارين رئيسيين متاحين للصين الغزو الشامل أو الحصار العسكري، لكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، يحذر من أن هناك طريقاً ثالثاً، وهو الطريق الذي سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة وغيرها من الديمقراطيات ذات التفكير المماثل مواجهته.
ويمثل الخيار الثالث استخدام تكتيكات تتضمن إجراءات أقل بقليل مما يمكن اعتباره أعمال حرب، حيث يمكن لخفر السواحل الصيني وما يسمى بالميليشيا البحرية ومختلف وكالات الشرطة والسلامة البحرية البدء في فرض حجر كامل أو جزئي على تايوان، وربما قطع الوصول إليها.
وذكر تقرير صدر حديثاً عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن جزيرة سيتشوان قد أغلقت موانئها، وقد تلعب المكونات البحرية والجوية والبرية للجيش الصيني، أدواراً مساعدة ومساندة فقط، حسبما كتب معدو الورقة البحثية.
ضغوط صينية
وزادت الصين بشكل كبير من ضغوطها على تايوان في السنوات الأخيرة، مما أثار المخاوف من أن التوترات قد تتحول إلى صراع صريح، ويقول التقرير: “لقد تم إيلاء الكثير من الاهتمام للتهديد بالغزو، لكن لدى بكين خيارات إلى جانب الغزو لإكراه تايوان أو معاقبتها أو ضمها”.
وحذر وزير الدفاع الصيني الأدميرال دونج جون، في وقت سابق، أولئك الذين يدعمون أي تحركات لاستقلال تايوان “سينتهي بهم الأمر إلى التدمير الذاتي”.
وقال دونغ “سنتخذ إجراءات حازمة للحد من استقلال تايوان والتأكد من عدم نجاح مثل هذه المؤامرة أبداً”، بينما انتقد “القوى الخارجية المتدخلة” لبيعها الأسلحة وإجراء “اتصالات رسمية غير قانونية” مع تايوان.
وظهرت تكتيكات الصين بشكل صارخ هذا الأسبوع عندما اشتبكت سفن خفر السواحل الصينية مع قوارب البحرية الفلبينية في بحر الصين الجنوبي.
وأظهرت مقاطع فيديو قوات بكين تهدد الفلبينيين بفأس وأسلحة بيضاء أخرى، وقالت مانيلا إن أحد جنودها فقد إبهامه في حادث تصادم بتحريض من الصين.
وكان مستوى العنف خطوة كبيرة مقارنة بالاشتباكات السابقة بالقرب من سكند توماس شول، حيث تحتفظ الفلبين بموقع على سفينة حربية على الشاطئ في المياه التي تطالب بها كل من بكين ومانيلا.
مأزق واشنطن
ويرى تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن بكين لديها خيارات قوية لا يمكنها فقط إبقاء جيشها خارج القتال، بل يمكنها في الواقع وضع ديمقراطية الجزيرة أو مؤيديها مثل الولايات المتحدة في دور البادئين بالصراع العسكري.
وشير التقرير إلى أن “خفر السواحل الصيني – مثل معظم خفر السواحل حول العالم – يعتبر وكالة لإنفاذ القانون، وهذا يعني أنها تستطيع إيقاف وتنظيم الشحن حول الجزيرة فيما يسمى بالحجر، وهو يختلف عن الحصار.
ويقول التقرير: “الحجر هو عملية يقودها إنفاذ القانون للسيطرة على الحركة البحرية أو الجوية داخل منطقة معينة، في حين أن الحصار هو في المقام الأول ذو طبيعة عسكرية”.
ويقول التقرير إن “الحجر الذي يقوده خفر السواحل الصيني لا يشكل إعلان حرب ضد تايوان، ومن شأنه أن يضع الولايات المتحدة في موقف صعب، حيث أن واشنطن ملزمة قانوناً بموجب قانون العلاقات مع تايوان، بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها، كما تزودها بأسلحة دفاعية.
وذهب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أبعد من الشرط القانوني، قائلاً مراراً وتكراراً إنه سيستخدم القوات الأمريكية لحماية تايوان، وهو تحذير يبدو أنه ينحرف عن موقف واشنطن السابق المتمثل في “الغموض الاستراتيجي” والذي تراجع عنه مسؤولو البيت الأبيض.
وبحسب الدراسة البحثة، “إذا تدخلت السفن أو الطائرات العسكرية الأمريكية فيما تقول الصين إنها عملية لإنفاذ القانون، فقد يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها تبدأ الأعمال العدائية العسكرية.