هل سيطر الفكر الحوثي على الشمال بشكل ناعم؟
هل على الشعب أن يدفع ثمن سياسات ومواقف لا دخل له بها؟
هل على الطفل والمرأة والرجل والشاب اليمني فقدان الأمل والبحث عن حل لينقذهم من ما هم به من مآس؟
هذه كلها أسئلة للأمانة تقافزت وحامت فوق رأسي وأنا أبحث عن اجابة لسؤال مفاده: لماذا على الشعب اليمني أن يدفع ثمن لا علاقة له به أساساً؟،
هذا الشعب الذي نشر الإسلام في شرق آسيا بالكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة، ولكن هل كل هذه المميزات الأخلاقية الراقية والمتحضرة كافية لانتشاله من مأزقه الذي هو به الآن؟
طبعاً لكي نجد إجابة وافية على ذلك السؤال المؤكد ستكون الإجابة بـ “لا” في عالم لم يعد يؤمن بتلك القيم التي يتحلى بها الشعب اليمني ولا لها قيمة عنده، عالم اليوم يعترف بمن هو القوي الذي يمسك الأرض وعلى الشرعية و الصف الجمهوري ان يتوحد ..
عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتناميين أرسلت لهم أن يرسلوا وفداً يمثلهم في باريس للتباحث حول وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان، وفعلاً أرسل الثوار وفداً مكوناً من أربعة ثوار امرأتان ورجلان، وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل ما لذ وطاب..
وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتقله إلى مكان إقامته، ولكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته، وأنه سيحضر الاجتماع في الوقت المحدد، واستغرب الوفد الأمريكي ذلك، وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون؟،
فأجاب: “سنقيم عند طالب فيتنامي في إحدى ضواحي باريس”، فتعجب الأمريكي وقال له: “قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم” ، فأجاب الفيتنامي: “نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش، فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا فدعونا وشأننا”، وفي النهاية انتصرت إرادة الشعب الفيتنامي على أكبر قوة في العالم.
العبر من ذكر وفد التفاوض الفيتنامي هي إن لم تكن حُرًا لن تستطيع تحرير شعبك ، لا يقل لي أحد بأن لا أحد يدعمنا كشعب ، أي نعم لن يدعمكم أحد بكل تأكيد إن لم يكن قراركم بيدكم، ولكن تأكدوا ترليون بالمائة عندما يكون قراركم بيدكم وتمسكون الأرض بسواعد شعبكم فالجميع سيهرول لكم .
فهل يتحرر القرار اليمني من عذر “لا يدعمنا أحد”؟
ولا تتوقعوا بأن يدعمكم أحد طالما أنكم لا تسيطرون على الأرض.
نريد أن تتحرر اليمن وتصبح يمن صالحه للعيش والأمن والأمان.
نريد أن يصحو الشعب اليمني جنوبًا وشمالًا وان نتحرر من تحت المشاريع الهدامه لكي نصبح يمن واحد موحد فيه العزه والكرامه.