منبر حر لكل اليمنيين

عن الشاعر أحمد المطري

58

في أيام العيد دعوني أكتب عن شاعر يمني جميل، وصل إلى قلوب الشباب حتى سموه في زمن الموت شاعر الحب. كتب الكثير من القصائد في ظروف يمكن للحرب وحدها أن تتحكم فيها، قصائد بقت في مسامع الناس، رددوها في مناسباتها: أحيانا الحب، وأحيانا عذاب الحب أو فراقه. أحمد أشرف المطري، يكتب كثيرا، تعجبه الأصالة والحداثة بنفس الوقت، يكتب بأسلوب مختلف خاص بهواجسه وشجونه. ورغم أن قصائده صارت لها قيمة أدبية لما حققت من نجاح غنائي، إلا أنه لا يتردد بين الحين والآخر نشر قصيدة في فيسبوك، تابعاً غواية الشاعر الذي يريد دائما أن يخبر الناس بشعره بغض النظر عن أي وسيلة. أحب أحمد طبعا لأننا ننتمي لهذا الجيل الذي أحرقته الحرب وظل يطوَّق نفسه بالحب والإبداع، يكتب عن الحب كل يوم ويحرض عنه كل قصيدة. قلت له ذات مرة، يا أحمد أنت تعرف لماذا تكتب بهذا الصفاء؟ لأني أظن أن روحك صوفية الهوى مبللة بالعرفان، فأنت العارف بالحب والراقص عليه. عاشق جميل، ولهان مفتون بالوجود، ومغرم عجيب، وإنك تحول هذا الصفاء إلى كلمات سهلة وقربيبة للقلب.

في لقاء شاعر مصر الأبنودي مع شاعرها الآخر أمل دنقل، يقول الأبنودي إن اللغة الشعبية في الكتابة أمر مهم لأنها لغة الناس الذين يعيشون، هي تعبير قريب عن حزنهم وحياتهم وعن كل شيء. يكتب أحمد عن الحنين، و الصداقة، عن الحزن أيضاً. يعاتب خلّه بنبرة عاشقة دافئة وحنونة. ويتغزل بامرأة أخرى، قد يتغزل بمدينة أو برمز ثقافي أو بوطن يحاول استرداده من أيادي اللصوص ولو عن طريق الشعر. وهكذا يتنوع أحمد بكتاباته الجميلة ذاهبا الفصحى أيضاً مغرما بكل ما فيه كلمات، بكل ما فيه شعر.
لم يصعد أحمد في جيل مترف وجد طريقه مفروش بالورد، بل في جيل كلنا نعرفه كيمنيين، فأيامه دائما حرضتنا على الموت أو القتل. تخيل أن تعيش تلك الأيام الصعبة، أيام الموت ثم يسموك الناس شاعر الحب، هذا هو النجاح الكبير، إنه يا صديقي أعظم من أن تكتب أغانيك الصنعانية الشجية لAdele. لأن شعرك ينفع الناس، يطربهم ويسعدهم، وإني أقيس النجاح بمدى إفادته للناس. أحبك كثيراً يا شاعر الحب.

تعليقات