حجاج بيت الله يتوافدون إلى مكة لأداء آخر مناسك الحج في أول أيام عيد الأضحى
يتوافد الحجاج الأحد إلى مكة المكرمة لأداء آخر الشعائر مع رمي الجمرات في منى إيذاناً ببدء أول أيام عيد الأضحى الذي شهد هذا العام مشاركة أكثر من مليون شخص في ظل درجات حرارة وصلت إلى 46 درجة مئوية. ويتصادف العيد هذا العام مع احتدام الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إيذاناً ببدء أول أيام عيد الأضحى، يؤدي الحجاج الأحد آخر الشعائر مع رمي الجمرات في منى بعد الإحرام والطواف والسعي والتروية والوقوف على عرفة.
ومع دخول ساعات الفجر، يتقاطر الحجاج إلى وادي منى قرب مكة لرمي الجمرات الثلاث بسبع حصيات جمعوها في مزدلفة، قبل العودة مجدداً إلى مكة للأضحية وأداء طواف الوداع في المسجد الحرام.
ويذكر أن شعيرة الرجم تحولت إلى مأساة في العام 2015 عندما أدى تدافع إلى مقتل 2300 شخص، لكن الموقع شهد منذ ذلك الحين تطوّرات كبيرة لتسهيل حركة الحشود.
وليلة السبت، جمع المؤمنون الحصى وباتوا في سهل مزدلفة، على بعد بضعة كيلومترات من منى، بعد قضاء النهار في الصلاة وتلاوة القرآن على جبل عرفة، في ظل درجات حرارة وصلت إلى 46 درجة مئوية.
وتؤكد الغامبية روهي دايسيكا البالغة 60 عاماً وتعيش في الولايات المتحدة، بأن “الجو كان حارا جدا. لكن الحمد لله، وضعت الكثير من الماء على رأسي وكل شيء سار على ما يرام”.
وعلى الرغم من درجات الحرارة المرتفعة في واحدة من أكثر المناطق احتراراً في العالم، فإن الوقوف على عرفة الذي يعتقد المسلمون أن النبي محمد ألقى فيه خطبته الأخيرة، كان له أثر حماسة لدى كثيرين.
من جهتها أمل محروس القادمة من مصر والبالغة 55 عاماً إن “هذا المكان يبيّن لنا أننا جميعاً متساوون، وأنه لا توجد اختلافات بين المسلمين في العالم”.
وكما في العام 2023، أدى أكثر من 1,8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1,6 مليون من خارج المملكة، بحسب ما أعلنت السلطات السعودية السبت.
عيد وحرب
وتؤدى شعيرة الرجم في اليوم الأول من عيد الأضحى، ويشهد إقدام الحجاج على ذبح خروف بالعادة، وتوزيع لحمه أضحية للمحتاجين.
وفيما جرت العادة أن يكون العيد مدعاة احتفال وفرح، يتصادف هذا العام مع احتدام الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد شن حماس هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.
خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37296 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
تقول انتصار، وهي سورية مقيمة في السعودية وتبلغ من العمر 25 عاماً وطلبت عدم كشف اسم عائلتها “نحن حزينون على الفلسطينيين، ودعونا كثيراً من أجلهم”.
وفي هذا السياق، أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمراً باستضافة ألف حاج “من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة”، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
في المقابل، حذر وزير الحج السعودي توفيق الربيعة الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع “أي شعارات سياسية”، لكن ذلك لم يمنع أحد الحجاج من الهتاف دعماً للفلسطينيين.
وهتف الحاج بالقول “ادعوا لإخواننا في فلسطين، في غزة (…) الله ينصر المسلمين”.
فرانس24/ أ ف ب