أعلنت قناة العربية السعودية عن إلقاء القبض على ضابط في الاستخبارات القطرية لدی مغادرته منفذ شحن باتجاه عُمان للاشتباه في دعمه لميليشات الانقلاب الحوثية في اليمن.
ونقلت القناة عن مصادر في الحكومة اليمنية تأكيدها أن سلطات اﻷمن بمنفذ شحن في محافظة المهرة ألقت القبض على ضابط قطري يدعی محسن صالح الكربي، أثناء محاولته الخروج من الأراضي اليمنية عبر المنفذ الرابط بين اليمن وسلطنة عمان.
في حين أفادت عدد من وسائل الإعلام اليمنية، أن الشخص الذي ألقت القبض عليه السلطات الأمنية في منفذ شحن ضابط في المخابرات القطرية ويحمل رتبة “رائد”، لافتة إلی انه تم ضبطه بعد عملية رصد استخباراتية دقيقة إثر معلومات مؤكدة أن المذكور كان متواجدا في صنعاء ويعمل بغرف عمليات الاستخبارات الحوثية الإيرانية التي تخدم ميليشيات الانقلاب.
هذا وقد اعترفت دولة قطر بان الشخص المحتجز مواطن قطري ويحمل جنسيتها.
جاء ذلك في بيان أصدرته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر وبثته الجزيرة نت.
واتهمت اللجنة القطرية تحالف دعم الشرعية في اليمن باعتقال المواطن القطري محسن صالح سعدون الكربي في منفذ شحن الحدودي الواقع بين اليمن وسلطنة عمان بتاريخ 21 أبريل/نيسان المنصرم.
وبررت اللجنة اسباب تواجد الكربي في اليمن لزيارة أقاربه، واصفة الاحتجاز بالتعسفي.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي وجميع دول العالم باستثناء روسيا وإيران أعلنت عن سحب بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها من اليمن عقب سيطرة ميليشيات الحوثي علی العاصمة صنعاء وقبيل التدخل العسكري لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الذي شاركت فيه دولة قطر منذ اعلانه في 26 مارس 2015م.
وفي الخامس من يونيو 2017 م أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها قررت إنهاء مشاركة قطر في التحالف، بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب، ودعمها تنظيماته في اليمن، ومنها القاعدة وداعش، وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية الحوثية، مما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب.
وتزامن إنهاء مشاركة قطر في التحالف مع اعلان كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها مع قطر.
وكانت أمريكا وبريطانيا وجهت اتهامات للنظام القطري بدعم وتمويل الإرهاب.
وسبق وان ضمت الولايات المتحدة اثنين من المواطنين القطريين لقائمتها السوداء لممولي الإرهاب وهما خليفة محمد تركي السبيعي، وعبدالرحمن بن عمير النعيمي.
كما ادرجت الأمم المتحدة في العاشر من شهر أكتوبر عام ٢٠٠٨ السبيعي ضمن قائمة الداعمين والمرتبطين بتنظيم القاعدة فضلا الاتهامات الامريكية الموجهة له بارتباطه بخالد شيخ محمد أحد أكبر قيادات تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والذي اعتقل في عام ٢٠٠٣.
في حين أكدت واشنطن علاقة عبدالرحمن النعيمي في تمويل الخلايا الارهابية في كل من اليمن العراق وسوريا.
وادرجت واشنطن في قائمتها السوداء شخصيات يمنية من بينها محافظ البيضاء نايف القيسي والقيادي في حزب الرشاد عبدالوهاب الحميقاني وعدد من الجمعيات الخيرية في اليمن التي اتهمتها بتلقي امول من قطر لتمويل النشاطات الارهابية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ووفقا لمراقبين فان قطر تكرس جهودها حاليا لتعزيز التقارب بين الميلشيات الحوثية والخلايا الارهابية وهذا مابدا يتجسد علی الأرض في محافظة البيضاء وتحديداً مديريات قيفة معقل الحوثيين والقاعدة وداعش في الوقت نفسه؟!!
ولتوضيح ذلك، يجب تسليط الضوء على الدور القطري في المنطقة، فقطر ليست بمنأى عما يجري في اليمن والبيضاء أنموذج لطبيعة دورها، فالعلاقة الوطيدة التي تربطها بجماعة الحوثيين ليست بخافية على أحد، أما تمويلها للجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن ومصر عبر الجمعيات الخيرية وتقديم أموال (الفدى) لتحرير الرهائن، فقد أصبح حديث صناع القرار في الإقليم.
وتجدر الإشارة هنا إلى جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي يوم الجمعة الماضي، لشهادة الدكتور ديفيد واينبرغ، أحد أشهر خبراء الإرهاب وتمويله، وقد قدم في شهادته أمام اللجنة الفرعية للإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الإرهابيين استفادوا في اليمن وسوريا من ملايين الدولارات التي وصلتهم من قطر في شكل “فدية”، مطالبا لجنة الكونجرس بالتوصية بوقف دفع الدول فدية للإرهابيين لأنها مصدر تمويل غير مباشر.
كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نهاية يناير 2017، تقريراً أشارت فيه إلى أن المخابرات الأمريكية قد عثرت في عملية الإنزال لقوات المارينز الأمريكية في يكلا التابعة لمحافظة البيضاء بتاريخ 29 يناير 2017 على وثائق تدين تورط قطر في دعم تنظيم القاعدة.
وتحتضن الدوحة عددا من القيادات المحسوبة علی الإخوان المسلمين في اليمن الذين يتبنون مواقف مناوئة لتحالف دعم الشرعية في اليمن إثر خروج قطر من التحالف، بينما باتت قناة الجزيرة القطرية تكرس جهودها وتقاريرها ضد جهود التحالف ما جعلها عرضة لاتهامات من سياسيين يمنيين بانها باتت الوجه الآخر لقناة “المسيرة” الناطقة باسم ميليشيات الحوثي.
وتشهد العلاقات القطرية الإيرانية تناميا ملحوظا تعكسه تبادل زيارات كبار المسؤولين المدنيين والعسكرين وتنسيق مواقف البلدين إزاء الكثير من القضايا، الأمر الذي عزز من دور قطر وسياساتها الخارجية وامبراطوريتها الإعلامية في خدمة استراتيجة ايران وأدواتها في المنطقة بمن فيهم الحوثيون في اليمن، بحسب مراقبين.