منبر حر لكل اليمنيين

شباب مأرب ..بين آمال الطموح ومعاناة الواقع..!!

32

أهمية الشباب لا تقدر بثمن، فهم صناع التغيير في أي مرحلة وفي أي ظرف ، وهم عماد التنمية وأسس النهضة سواءً الحاضر أو المستقبل.

تكمن نقطة وعمق تمييز الشباب، في مدى ما يمثله هذا العمر من قيمة، لذا فإن الاهتمام بالشباب يكمن في ايجابية فكرهم ومشاريعهم في النهوض بها في المستقبل، فهم يمتلكون القدرات والطاقة التي تجعلهم يقومون بأعمال كبيرة في المجتمع، الذي تتجاذبه الأحداث والصراعات من كل حدب وصوب، وبما أن للشباب دوراً هام في بناء الأوطان، فهم عماد الأمة وهم من يصعدون و يقفزون بالدول، لتجاوز ظروفها ومشاكلها، فعلى عاتقهم تكمن طبيعة القدرة على خلق هوية الحداثة والتغيير، ونقل المجتمع إلى الأفضل.

ولكي يقوم الشباب بدورهم في تحقيق الرخاء والازدهار لمجتمعهم المحلي ، فإن على المجتمع بكافة ألوانه وأطيافه دعم الشباب، ولذا فإن الأولوية على سلطة المحافظة خاصة في مأرب دعم الشباب، في تحقيق أحلامهم وسرعة إدماجهم، في برامج التنمية والنهوض بهذه المحافظة التي هي اليوم في امس الحاجة، لمشاركة ابناءها وشبابها والاستثمار في هذا الجانب، بل وتمكين الشباب من خلال دعمهم تعليمياً، وكذلك توظيف من هو مؤهل وحاصل على شهادات جامعية في عدة مجالات، ومساعدتهم في توفير الفرص الوظيفية التي يحتاجون اليها، وكذلك تأهيل الشباب بعد الثانوية العامة والذين يرغبون في الحصول على التعليم الجامعي ودعمهم في هذا الجانب، حتى يسهم الشباب إيجابياً في مجتمعهم ويحصلون على العيش الكريم.

ان للشباب في مأرب طموحات وأحلام هائلة وامال كبيرة، ويجب على المجتمع أن لا يهدر هذه الموارد البشرية وأن يتم اعطاء الشباب الفرصة الحقيقية، لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم وممارسة مواهبهم، فمأرب اليوم بحاجة إليهم وخاصة الحاملون للشهادات الجامعية والمتحمسين لخدمة محافظتهم ووطنهم.

لذا من الأهمية استيعاب واقع الشباب في مأرب فهناك أعداد كبيرة من ذوي التعليم النوعي الجيد والعالي والمهني، ولكنهم لا يحصلون على فرصة للعمل أو الالتحاق بوظائف، وهناك من يضع لهم العوائق والصعوبات رغم توفر الفرص لهم، وحتى يسهموا بشكل فاعل في تحفيز المجتمع وتسريع التنمية وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، وخلق تنمية حقيقية لمجتمعهم وأسرهم.

كما أن هناك شباب لا زالوا يحتاجون للحصول على التعليم الجامعي والمتخصص خارج اليمن وداخله، ولا بد من دعم تلك الفئات الشبابية المؤهلة والراغبة في مواصلة تعليمها، وتوفير لهم المنح الدراسية وتعلم المهارات اللازمة، ويجب على الدولة أن تقدم لهم الرعاية وتوفير المنح الدراسية لهم بالخارج فشباب مأرب محرومون من هذه الحقوق أسوةً بالمحافظات الأخرى، وهذا التهميش والإقصاء لشباب مأرب وعدم حصولهم على منح دراسية ناتج اولاً عن تقصير السلطة المحلية بمأرب وعدم قيامها بأعمالها كما يجب.

ثانياً الاستهتار من قبل السلطة المركزية والحكومة بشباب مأرب لان لا أحد يتابع هذه القضايا، على الرغم من أن محافظة مأرب تسهم وتدعم خزينة الدولة بأكثر من 70 ‎%‎ من الإيراد للخزينة العامة للدولة ويبقى السؤال من هو المسؤول عن ذلك؟!

ختاماً لن يتمكن الشباب من تحقيق طموحاتهم ورؤاهم دون دعم الحكومة والمجتمع الذي يعيشون فيه، فيجب العمل على تعزيز أفكار شباب مأرب الإيجابية وتبني قدراتهم وإمكانياتهم، بالشكل الصحيح لاستغلال تحقيق طموحهم، فيما يخدم الأمة ومأرب ويضمن مستقبل جيد وأفضل لهم وللوطن اليمني العزيز.

*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
12 يونيو 2024.

تعليقات