إلى أن يمر قطار الخديعة
في طريقٍ مآسيّ ..طريق الجفا،
توقفت؛ كي أمنح الكون بعضًا من الحلمِ والحبِ في أتُون المساء..وفي شهقاتِ الهوى، أناجي نجوم ليليّ بجمر المآقي، و أحرسُ ما بقا لي من الضوء والأمنيات، وأكتبُ عن جنةِ الكبرياء.
أيها الكون.. يا رحلة الروح
لا تنتظر ..
من أداروا لك القلب، من كسروا شِغافَ هواك،
من أباحوا سكينة صدرك؛ لأشباههم بجنون الحسد.
لا تنتظر ..
من غادروك ومروا على ماء روحك بدلاء الجفاف،
من هاموا بصحراء أحقادهم كالسوائم في عرصات الخديعة.
لا تنتظر..
من قطفوا وردة الروح ومدوا لخوفك شوك الكلام،
ومن باعوا فصول مودتهم لنافخ كير أجير.
لا تنتظر..
من غابوا.. وغابوا.. ثم جاءوا لتقبيل أقدام حلمك ونثر رذاذ الخديعة وبيع هواء إحتراقك..
لا تنتظر..
من مزقوا صوت حبك وصبوا على رأس صمتك نخب الهزيمة وارتعوا في أمانيك؛ كي يغطوا جلال سموك.
أيها الكون.. يا ربيع الإله
خذ ما تيسر من قلب هذا الرشيد،
خذ ما تيسر من وجهه النبوي الشريف
خذ ما تيسر من وتين فؤاده ..
ما حباك من العمر
ما يقدمه من ضياء كثير..
واتبع دلال محبته البكر
واتقي بهواه المسجى سعال الكلام.
أيها الكون ..يا عيون السماء
خُذْ من الروحِ صفاء البصيرة، وخُذْ طريقًا لهذا الضلال الكئيب.. ثم خذ لقلبك قطر الحنان، وخُذْ للنجاة من الخوفِ والجوعِ والوحشة المستقاة صلاة السلام، وخُذْ ما تريد..
أيها الكون.. يا عَالمًا لا حدود لكثرتهِ
خُذْ ما أقولٌ على محملِ الجِدّ
خُذْ لأيامك السود وجهًا صبوحًا
وقلباً ..ملاك..
ولو شئت يا سيد القلب
مزق شراعي وأحرق مركب حزني
وأنثر بقايا رمادي في طريق إنتظارك
إلى أن يمر قطار الخديعة..