ثقافة القطيع والانفصام الفكري والثقافي للنخب
مما لا شك فيه أن الحرب وعلى مدى عشر سنوات ألقت بظلالها وتبعاتها على كل شيء في اليمن وفي شتى المجالات، وتأثرت بها كل النخب سواءً السياسية والمثقفين والمفكرين والأدباء، وذلك جعلها عرضة للتضليل والانسياق وراء مصالحها حتى وإن تعارضت مع معتقداتها وأفكارها ورؤاها .
ومشكلة اليمن ان مثقفيها و نخبها السياسية و مفكريها انساقوا وراء أفكار تضليليه سواءً طائفية، او مذهبية، او انفصالية، و للأسف، طُبقت في اليمن “ثقافة القطيع”، بحذافيرها ..
والشاهد على ذلك، إن أغلب من لدى الحوثي ليسوا حوثيين سواءً كانوا “زنابيل” او “قناديل” و لكن وجدوا أن النخب انساقوا وراء المشروع الايراني كمصلحة، أو لأن فلان أو علان أصبح مشرفًا.
وهناك كثير من اخواننا و ابنائنا ليسوا مع مشاريع الكنتونات الصغيرة و لكن المصلحة غلبت على توجهاتهم وأفكارهم، وبالتالي صاروا مع “القطيع”.
اتحدث عن ذلك من تجربة شخصية وواقعية يعيشها الكثير معي، و لا ينكر أحد أنه تقريبًا يعيشها يوميًا ويلامسها و يعاني منها.
الأمثلة كثيرة في حياتنا على ذلك ونحن نشاهد انسياق الكثير من العقول للمهالك، وهي لا تعرف إلى أي مدى سيوصلهم ذلك الانسياق المرعب، ويُعد كارثة حقيقية تهدد الجميع.
المهم، لأنه مقال و لا أجيد الحبكة المسرحية للإطالة، سوف اختصر حتى لا يفقد المقال معناه وقيمته و لكنه توضيح لما يحدث من الواقع .. الاولى، أنني صحوتُ صباحًا على خبر صحفي، عن انجازات حققها احد اقربائي في مجال عمله و يريد نشرها في “المنتصف” ، و شرحت له أن “المنتصف” مع ثورة 26 سبتمبر و مع الصف الجمهوري و من المستحيل نشره، وهو مع نكبة الوطن العربي و مستحيل النشر، و أن الحوثي انقلب على الدستور في 21 سبتمبر و لصالح ايران، و قد اضر بالشعب اليمني.ومع شرحي يؤكد صحته و ظل يقول: “والله كلامك صح و هذا ملموس”. وبعد نقاش طويل وهو يصحح، يختتم كلامه بقوله:” بس عملي وشغلي ضد “العطوان”، و نرجع نشرح من جديد. و بعد ساعة من الحديث يباغتني بقوله: “خلاص طالما ما تشتي توقف ضد العدوان، إرسل مصاريف للعيد، والله ان السيد جوّعنا، و كلها تروح الى صعدة او للمجاهدين في إيران، و ارجع اقول خيرة الله، و هذا السيد الكلب ابن الكلب، ان ايرادات الحديدة و الجمارك و الضرائب تذهب لأصحابه مش الى جيبي، اذهب شوف راتبك فانت كادر متعلم و موظف منذ ثلاثين عام”.
بعد ذلك، تأتي النكبة الثانية من احد اقربائي في عدن يغرد عن مشروع الانفصال، و قد معه مقال طويل عريض يتغنى بالانفصال و خبر عن فعالية انفصالية، و يريد يتجمل مع قيادة المشروع الانفصالي بالنشر في “المنتصف”، و بعد أن أضحكني من طلبه في النشر بصحيفة وحدوية، بدأت اتقمص شخصية المحاضر، و أقدم له نصائح وطنية، وهو مقتنع، و يتحدث تارة عن أهمية الوحدة اليمنية بإيجابية، و تارة عن المواقف الشخصية او الشائعات الكاذبة و التي تستهدف النيل من الوحدة اليمنية فقط، و مركز انه يربط الوحدة بأفعال أشخاص لا تاريخ لهم وطني أو وحدوي .
و بعد جدال عقيم، ولأنه لا يريد أن يخسر امتيازات شكلية يحصل عليها، باغتني بطلب المساعدة بمتطلبات العيد لأن راتبه الذي ياتي من الحكومة الشرعية لا يغطي احتياجاته من المياه و الكهرباء، و أن الايرادات تنحصر في فئات معينة و هؤلاء من يستفيد منها.
اما النكبة الثالثة من حضرموت وبعد دردشة مسائية مع إحدى قريباتي، متزوجة في حضرموت و أخيها متزوج حضرمية، و أقرباء بصنعاء متزوجين حضرميات، وتقريبًا الجميع مقتنع بأهمية الوحدة و ضرورتها، وفي نفس الحديث عن مشروع الدولة الحضرمية و ضرورة سرعه إعلان ذلك.
المهم الخلاصة ..
أن واقعنا صار “مخضرية من الأفكار المتناقضة” ، و ذلك يؤكد أن النخب الفكرية و السياسية و الإعلامية يتحملون وزر ذلك; لأنهم انساقوا وراء مشاريع تضليلية، فصار لديهم انفصام فكري وثقافي بين ما هم مقتنعين به من أهمية الاصطفاف الجمهوري ضد مشروع الكهنوت و ضرورة الدفاع عن الوحدة اليمنية، وما فرضته عليهم المصالح والامتيازات عبر ثقافة القطيع والتطبيل الزائف، وبالتالي أضروا بالشعب و الوطن و الوحدة ابتداءً من عام 2003 و مصرع الهالك حسين بدر الدين و الى يومنا هذا و القطيع و راءهم ويسيّرهم ويوجههم حيثما شاء والضحية الوطن الكبير.
ومشكلة اليمن ان مثقفيها و نخبها السياسية و مفكريها انساقوا وراء أفكار تضليليه سواءً طائفية، او مذهبية، او انفصالية، و للأسف، طُبقت في اليمن “ثقافة القطيع”، بحذافيرها ..
والشاهد على ذلك، إن أغلب من لدى الحوثي ليسوا حوثيين سواءً كانوا “زنابيل” او “قناديل” و لكن وجدوا أن النخب انساقوا وراء المشروع الايراني كمصلحة، أو لأن فلان أو علان أصبح مشرفًا.
وهناك كثير من اخواننا و ابنائنا ليسوا مع مشاريع الكنتونات الصغيرة و لكن المصلحة غلبت على توجهاتهم وأفكارهم، وبالتالي صاروا مع “القطيع”.
اتحدث عن ذلك من تجربة شخصية وواقعية يعيشها الكثير معي، و لا ينكر أحد أنه تقريبًا يعيشها يوميًا ويلامسها و يعاني منها.
الأمثلة كثيرة في حياتنا على ذلك ونحن نشاهد انسياق الكثير من العقول للمهالك، وهي لا تعرف إلى أي مدى سيوصلهم ذلك الانسياق المرعب، ويُعد كارثة حقيقية تهدد الجميع.
المهم، لأنه مقال و لا أجيد الحبكة المسرحية للإطالة، سوف اختصر حتى لا يفقد المقال معناه وقيمته و لكنه توضيح لما يحدث من الواقع .. الاولى، أنني صحوتُ صباحًا على خبر صحفي، عن انجازات حققها احد اقربائي في مجال عمله و يريد نشرها في “المنتصف” ، و شرحت له أن “المنتصف” مع ثورة 26 سبتمبر و مع الصف الجمهوري و من المستحيل نشره، وهو مع نكبة الوطن العربي و مستحيل النشر، و أن الحوثي انقلب على الدستور في 21 سبتمبر و لصالح ايران، و قد اضر بالشعب اليمني.ومع شرحي يؤكد صحته و ظل يقول: “والله كلامك صح و هذا ملموس”. وبعد نقاش طويل وهو يصحح، يختتم كلامه بقوله:” بس عملي وشغلي ضد “العطوان”، و نرجع نشرح من جديد. و بعد ساعة من الحديث يباغتني بقوله: “خلاص طالما ما تشتي توقف ضد العدوان، إرسل مصاريف للعيد، والله ان السيد جوّعنا، و كلها تروح الى صعدة او للمجاهدين في إيران، و ارجع اقول خيرة الله، و هذا السيد الكلب ابن الكلب، ان ايرادات الحديدة و الجمارك و الضرائب تذهب لأصحابه مش الى جيبي، اذهب شوف راتبك فانت كادر متعلم و موظف منذ ثلاثين عام”.
بعد ذلك، تأتي النكبة الثانية من احد اقربائي في عدن يغرد عن مشروع الانفصال، و قد معه مقال طويل عريض يتغنى بالانفصال و خبر عن فعالية انفصالية، و يريد يتجمل مع قيادة المشروع الانفصالي بالنشر في “المنتصف”، و بعد أن أضحكني من طلبه في النشر بصحيفة وحدوية، بدأت اتقمص شخصية المحاضر، و أقدم له نصائح وطنية، وهو مقتنع، و يتحدث تارة عن أهمية الوحدة اليمنية بإيجابية، و تارة عن المواقف الشخصية او الشائعات الكاذبة و التي تستهدف النيل من الوحدة اليمنية فقط، و مركز انه يربط الوحدة بأفعال أشخاص لا تاريخ لهم وطني أو وحدوي .
و بعد جدال عقيم، ولأنه لا يريد أن يخسر امتيازات شكلية يحصل عليها، باغتني بطلب المساعدة بمتطلبات العيد لأن راتبه الذي ياتي من الحكومة الشرعية لا يغطي احتياجاته من المياه و الكهرباء، و أن الايرادات تنحصر في فئات معينة و هؤلاء من يستفيد منها.
اما النكبة الثالثة من حضرموت وبعد دردشة مسائية مع إحدى قريباتي، متزوجة في حضرموت و أخيها متزوج حضرمية، و أقرباء بصنعاء متزوجين حضرميات، وتقريبًا الجميع مقتنع بأهمية الوحدة و ضرورتها، وفي نفس الحديث عن مشروع الدولة الحضرمية و ضرورة سرعه إعلان ذلك.
المهم الخلاصة ..
أن واقعنا صار “مخضرية من الأفكار المتناقضة” ، و ذلك يؤكد أن النخب الفكرية و السياسية و الإعلامية يتحملون وزر ذلك; لأنهم انساقوا وراء مشاريع تضليلية، فصار لديهم انفصام فكري وثقافي بين ما هم مقتنعين به من أهمية الاصطفاف الجمهوري ضد مشروع الكهنوت و ضرورة الدفاع عن الوحدة اليمنية، وما فرضته عليهم المصالح والامتيازات عبر ثقافة القطيع والتطبيل الزائف، وبالتالي أضروا بالشعب و الوطن و الوحدة ابتداءً من عام 2003 و مصرع الهالك حسين بدر الدين و الى يومنا هذا و القطيع و راءهم ويسيّرهم ويوجههم حيثما شاء والضحية الوطن الكبير.