مركز “يمن المستقبل” يعيد الروح للمسار السياسي بندوة قيمة عن الوحدة اليمنية والتحديات
أقام مركز “يمن المستقبل للدراسات والتدريب” مساء الأربعاء 22 مايو 2024م ندوة قيمة بعنوان “الوحدة اليمنية في ذكراها الرابع والثلاثون.. المسار والإنجازات والتحديات”، تمت الندوة من خلال خمسة أوراق في غاية الأهمية، حيث ركزت كل ورقة على محور معين ومسار مهم من خلال الارهاصات التي بدأت مع بزوغ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وما تلاهما من تواريخ حتى العام 1990 مع قيام الوحدة وانتهاء بما نحن عليه اليوم، وقد شكلت المحاور ترابط جميل في سرد الأحداث وبناء الأفكار وتسلسلها.
الأوراق كانت وبالترتيب من نصيب الدكتور جمال الحميري والدكتور طه حسين الهمداني والأستاذ ايهاب نافع والدكتورة أم الخير عبد الله الصاعدي والأستاذ الباحث والإعلامي عبد الله إسماعيل، وجميعهم متخصصون.
أدار الفعالية وباقتدار كبير الإعلامي المخضرم أنور الأشول الذين جمع بين الإدارة والحوار، وهو صاحب باع طويل في مجال الاعلام التلفزيوني والبرامج السياسية التي شكلت فارقًا خلال العقود الماضية في حرية الرأي والرأي الآخر والاعلام المري الذي كان جزء وصميم من منجزات الوحدة اليمنية، وعكس صورة مغايرة لما كانت عليه الأنظمة العربية والتلفزيون الرسمي عموما.
سلسلة الاتفاقيات وتواريخها
كانت الورقة الأولى بعنوان “أهم المحطات التاريخية في مسيرة الوحدة الوطنية” للدكتور جمال الحميري رئيس المركز الذي يبذل جهدًا حثيثًا من أجل تصويب المسار عبر الفعاليات والندوات وورش العمل والتوعوية بما يجري في اللحظة الراهنة.
الندوة تعطي بارقة أمل على ضرورة استمرار هذه النوافذ مفتوحة أمام القوى السياسية ودعاة السلام والمتطلعين لوطن آمن والباحثين للخروج بمقررات وحلول مستدامة.
سرد الباحث أهم المحطات مع استعراض التواريخ من خلال رسم بياني بعد الترحيب بالجميع، مذكرًا بالإرهاصات والقمم والاتفاقيات التي رسمت ملامح الطريق إلى الوحدة في الشطرين شمالا وجنوبًا حتى عام 1990م.
لافتا إلى أنه كانت هناك مطالبات متتالية بتحقيق الوحدة منذ وقت مبكر، بداية من القاهرة 28 أكتوبر 1972م والتي جاءت عقب اشتباكات على الحدود، ومثل ذلك الاجتماع محسن العيني وعلي ناصر محمد، ثم بيان طرابلس 1972م بدعوة من القذافي، بين سالم ربيع علي وعبد الرحمن الارياني واتفقوا على علم واحد ومسمى (الجمهورية اليمنية) وتوفير الظروف الملائمة، تبعتها اتفاقية الجزائر 4 سبتمبر 73م بين الارياني وربيع علي واتفق على إيقاف المناوشات.
يواصل الباحث سرد الأحداث معرجًا على لقاء الحديدة – تعز 10 نوفمبر 73م بين الارياني وربيع علي، وبعده اتفاق قعطبة بين الحمدي وربيع علي في 15 فبراير 77م تم فيه تشكيل لجان تسهيل، قبل حادثة اغتيال الحمدي ثم الغشمي وسالم ربيع علي واشتعال المواجهات من جديد، لينتج عنه اتفاق الكويت 4-6 مارس 79م، وقد دعا الرئيس صالح الجامعة العربية للتدخل، وكانت هناك لجان من العراق وسوريا وتم الاتفاق على وقف الحملات الإعلامية وفتح الحدود أمام حركة التجارة وتحرك الأفراد وتنشيط عمل اللجان طبقا لاتفاقية القاهرة وطرابلس.
وختم الباحث بأن الاتفاقيات واللقاءات استمرت رغم المتغيرات حتى تم تتويج العمل السياسي بتحقيق الوحدة اليمنية في يوم الخميس 22 مايو 1990م وتجاوز كل القوى الرجعية في الشطرين، حيث كانت وحدة الجغرافيا والتاريخ هي الطاغية على كافة الدعوات بقيادة الزعيمين علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض.
في ذات السياق استطاع الإعلامي الأستاذ أنور الأشول إيجاد أرضية حوار مشتركة من خلال ربط الأوراق ورصد أهم النقاط لدى كل مشارك لتوسعة الفائدة وعدم تفويتها وتبسيط الأفكار أمام المتابعين الأمر جعل الندوة أكثر نجاعًا.
انجازات الوحدة اليمنية
الورقة الثانية كانت للدكتور طه حسين الهمداني وهو أكاديمي وسياسي في العلاقات الدولية تحدث عن مكاسب الوحدة واهم إنجازاتها، حيث أشار في البداية إلى أن هناك صعوبة دائما في الحديث عن موضوع بحجم الوحدة، لأن الأمر يحتاج إلى الدقة والتوسع وقد ركز في حديثه على أبرز المنجزات السياسية الاستراتيجية التي ساهمت في التحولات التي شهدها اليمن في عهد دولة الوحدة، وكان الفضل للزعيم صالح ومعه الخيرين من ابناء اليمن في تحقيقها.
تم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذي سقطوا خلال الفترة الماضية نتيجة الصراعات والاقتتال.
الهمداني وفي سياق حديثه أكد على أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية من أكبر الإنجازات التاريخية العظيمة التي تحققت في تاريخ اليمن المعاصر على اعتبار أن ذلك كان تحقيقا لأحد أهداف الثورة اليمنية الخالدة: (٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ و١٤ أكتوبر ١٩٦٣)، بالإضافة إلى تحقيق العديد من أهداف الثورة، أهمها بناء جيش وطني، ورفع مستوى الشعب اقتصاديا وثقافيا، والالتزام بالمواثيق والاعلانات الدولية واحترام حقوق الانسان، وما زادها ألقا كتجربة نموذجية أنها جاءت بالحوار والتوافق السياسي، بين قيادات شطري الوطن بإرادة يمنية، وعلى رأسهم ابن اليمن البار الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح، واخيه علي سالم البيض.
لافتا إلى أن إعادة تحقيق الوحدة تلازم مع إقرار حق التعددية السياسية والحزبية وانتقلت الأحزاب من العمل السياسي السري إلى العلنية، وكفل الدستور والنظام السياسي حرية الرأي والتعبير، واصدار الصحف والمجلات للأحزاب والمنظمات والافراد دون رقابة، مما جعلها مشروع اصلاحي وتحول رشيد، ناهيك عن افساح المجال لمنظمات المجتمع المدني، واحترام حقوق الانسان وتجسد ذلك من خلال انشاء الاحزاب والمنظمات، واجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية.
وقد خلص إلى أنه كان أبرز منجزات الوحدة اليمنية، النظام السياسي المنبثق عن دولة الوحدة والذي جسد التعددية وحرية الرأي والإعلام والصحافة وأتاح للمواطنين الانتخاب الحر والمباشر لممثليهم في مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى تعزيز السلطة المحلية في خدمة المجتمع لتصبح التجربة الديمقراطية محل إشادة دولية وعربية واسعة.
الأهم في هذا السياق السياسي والحراك الاجتماعي أن كل ما تحقق من إنجازات سياسية وديمقراطية وتنموية واجتماعية شامخة في عهد دولة الوحدة اعتبر بمثابة تحولات عميقة في مختلف مجالات الحياة باتجاه ترجمة آمال الشعب اليمني وتطلعاته في التقدم والنهوض الحضاري وبناء الدولة اليمنية الحديثة، والتمكن من استكشاف واستخراج ثرواتها الطبيعية وتعزيز استقلالها الاقتصادي، لتصبح تجربة رائدة وحلم جماهيري عربي من المحيط إلى الخليج، وكانت هناك لقطات وومضات لا تنسى منها وفد الجمهورية اليمنية الموحد لأول مرة في قمة بغداد بعد ستة أيام من تحقيق الوحدة فكان الرئيس ونائبه ووفد اليمن هما نجمي القمة وموضع احتفاء جميع القادة والزعماء العرب وقتها.
الأهم أيضا أصبح المركز السياسي للدولة اليمنية بعد الوحدة أقوى عربيا ويحظى بمكانة جيوسياسية أكبر وتم ترسيم الحدود مع الأشقاء الجيران، كما كان اللجوء إلى التحكيم الدولي في قضية النزاع اليمني الارتيري على (جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى) وكسب القضية بحكم قضائي من محكمة العدل الدولية بمثابة انتصار للحق والسلام.
مضيفًا أن اليمن أصبح دولة وازنة على مستوى الإقليم ومنطقة البحر الأحمر، وشرق أفريقيا، وذات تأثير في الجامعة العربية على مستوى إسهامها في تطوير العمل العربي المشترك، وقد تجاوزت اليمن الوصاية الإقليمية والدولية، وعززت استقلال القرار الوطني، وأصبح لها دور في التحالف والتعاون الدولي من أجل مكافحة الإرهاب، وتعزيز الوسطية والاعتدال.
أما على الصعيد الدولي يقول الباحث: كان إعادة تحقيق الوحدة نافذة أمل للشعوب الممزقة في العالم لإعادة توحيد شطريها كما حصل مع الشعب الألماني الذي حقق الوحدة بين شطريه الغربي والشرقي بعد قرابة خمسة أشهر فقط من تحقيق الوحدة اليمنية، واختيار اليمن لأول مرة عضوا غير دائم في مجلس الأمن وكذلك الحضور الفعال لليمن بعد الوحدة في منظمة اليونسكو في باريس بكل ارثه الثقافي والحضاري، وما سلسلة الفعاليات الفنية والثقافية التي احتضنتها اليونسكو الا خير دليل على عظمة تلك الإنجازات.
مبينا أن دعوة رئيس الجمهورية للمشاركة في قمة دول العشرين كانت تتويجا لموقع ومكانة اليمن في المحافل الدولية حيث ارتفع حجم التمثيل الدبلوماسي لدول العالم في صنعاء ليجسد مدى تأثير الوحدة اليمنية على الصعيد الدولي والدبلوماسي، وهنا يمكن مراجعة سجل زوار اليمن من زعماء العالم بعد الوحدة ما يشير إلى مدى حجم التقدير لليمن دوليا.
كما وضع برامج اصلاحية وتمتين العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ومنها مجموعة اصدقاء اليمن وتقديم الدعم التنموي لليمن كخطوة نحو انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون، والبدء في المشاركة في اللجان الرئيسية تمهيدا لانضمام اليمن للمجلس، وتشكيل تجمع تعاون صنعاء وعقد عدة مؤتمرات دولية عن الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات.
الوحدة والدعم العربي
الإعلامي والباحث السياسي المصري إيهاب نافع الذي تحدث عن الشأن اليمني في إطار العلاقات العربية العربية، حيث جاء عنوان محوره: “الوحدة اليمنية من رؤية عربية” تناول فيها أهم الملامح في العلاقات اليمنية العربية وكيف كان للقرار العربي زخم في رفد هذا المنجز والحفاظ عليه، متمنيا استعادة الدولة اليمنية من جديد والتي كان لها شأن كبير ومسار سياسي مشهود.
مؤكدا على أن كل تلك الإنجازات والارهاصات التي حدثت وأعمال التنمية جاءت بتظافر الجهود العربية في فترة حرجة ودعم دولي وكان هناك دعم كبير من قبل العراق وليبيا والسلطة الفلسطينية وهذا دفع إلى إقامة دولة يمنية قوية موحدة.
كما عرج على التحديات والأزمة والمستجدات التي تبعت تحقيق الوحدة وكيف كان تم تجاوزها، لافتا إلى الانتكاسة التي تحدث اليوم للعملية السياسية والأزمة الراهنة التي يعاني منها اليمنيين والتي تستوجب جهود عربية واهتمام استثنائي دولي من خلال إيقاف الحرب ونزيف الدم.
مشيرا إلى أن طبيعة الظرف الراهن والاحتفاء بالذكرى ال34 يلقى صعوبات وأنه يستوجب دفعة عربية جديدة، مبينا أن أحداث غزة وقضايا أخرى طغت وهذا يدفعنا إلى المطالبة بأن يكون هناك دور أيضا في دعم اليمن ورفع الصوت عاليا في الجامعة العربية بأنه حان الوقت لعمل قمة خاصة، والمضي بمعالجة الاختلالات بجهود عربية، بعيدًا عن الصراع الإيراني الأمريكي حتى تتضح الأمور أكثر ويعود الاستقرار.
وبحسن ظن فقد أكد أن الشعب اليمني بطبعه طيب يميل للسلام محب للحياة متمنيا أن يكون هناك دور وقد حان الوقت للمجتمع الدولي والجامعة العربية بالنظر لليمن نظرة مستقلة بعيدة عن كل المصالح والحسابات وهو توقيت مناسب لبعث الأمل والاحتفاء بعودته كما كان وتجاوز هذه الأزمة.
وختم حديثه بأن هناك حالة من الترقب والتحسر في نفس الوقت على وضع اليمن أين كان وكيف أصبح وهو أمر مهم حسب قوله.
الرهان على الخارج في دعم اليمن
في المحور أو الورقة الرابعة التي كانت من نصيب الدكتورة القديرة أم الخير عبدالله الصاعدي أكاديمية وهي المستشار الثقافي السابق في دولة الهند، والتي جاءت “حول رهانات الوحدة ومهدداتها، تحدثت عن الرهان على الخارج من خلال عدة مسارات منها الجامعة العربية والاشقاء ودول الإقليم.
مشيرة إلى ضرورة تجاوز الحديث عن المنجزات وما تحقق من تنمية والخوض في الحرمان الذي يتعرض له المواطن اليوم من أبسط حقوقه، وضياع حلم الشباب والأجيال، كما تحدثت عن مخاض الوحدة وكيف تم تأسيس مرافق خاصة في الشطرين من أجل الترتيب لإعلان هذا المنجز، وكيف تم تذليل الصعوبات واذابة الفوارق وإيقاف الحرب على حدود التماس.
كما أشارت إلى أن إعلان الوحدة الاندماجية كان بحاجة لفترة انتقالية وهو ما طالب به الرئيس صالح لكن التجربة تمت بشكلها الحديث وان كانت هناك بعض التعثرات فهي تجربة وليدة وكانت الحدث العربي الوحيد، وقد سمح للتعددية السياسية وفتحت الحدود وتوحدت القلوب وتداخلت العادات والتقاليد.
وقد أكدت على ضرورة إيجاد صيغة عمل مشترك وحلول تتجاوز كافة الأخطاء وانتشال البلد شمالا وجنوبا من هذا الانحدار، وتوفير الخدمات منتقدة الفساد وتعدد الكيانات، ونحن بأمس الحاجة إلى الإرادة الخارجية ليس في المعونات والمواد وانما الضغط على الأطراف في الدخول في حوار جاد وملزم من أجل تصحيح المسار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وختمت حديثها بكل شفافية بأنه حان للجامعة العربية أن تتدخل ولا بد من العمل بمخرجات الحوار الوطن التي لا بد وأن تكون وثيقة بأيدي الجميع فقد أعادت صياغة التشريعات في اطار العدلة.
في نهاية حديثها حملت القيادات السياسية والنخب وأصحاب القرار عموما في القضية اليمنية المسؤولية الكاملة مؤكدة أنهم محاسبون أمام الله والشعب.
الحوثية فكرة تعيق مسار الوحدة
الإعلامي والباحث عبد الله إسماعيل جاءت ورقته مختلفة بعنوان: “الوحدة اليمنية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل”، حيث أكد على ضرورة الحفاظ عن الوحدة بمعزل عن المشروع الكهنوتي الذي أضر بالبنية الاجتماعية، مبينا أنه لا بد من تبني مقاربات جديدة تسعى لاستعادة الدولة والتمسك بالشرعية، في ظل تحديات حوثية كبيرة.
إسماعيل قال بأن القضية الجنوبية أخذت الحيز المهم ولا تزال حاضرة في الأبجديات السياسية والأنشطة والفعاليات ومنها مؤتمر الحوار الوطني.
مشيرا إلى أن الوحدة مثلت حلما يمنيا مشتركا وهو واحد من أهداف الثورتين وأننا أمام تحديات كبيرة تتمثل في انقلاب الحوثي وحربه وغياب الوعي الكلي وتشظي المشهد وهذا أدى لانقسام كبير.
وذكر بأنه يجب أن نعترف بأن هذا المسار سيستمر ما دام الحوثي موجود بهذا التوجه وهو يكرس جملة من الانقسامات الحادة وبأشكال مختلفة والتي تشكل حجرة عثرة في طريق أي توافق سياسي، منها السطو على الدولة ومؤسساتها طباعة عملة جديدة إيجاد نقاط جمركية بديلة، حصار المدن ومهاجمة الاعيان ومحاولة احتلال المدن بقوة السلاح.
وأوضح أنه من الضروري أن يشعر الجميع بخطر الحوثي الذي يهدد الإنسان وتاريخه وهويته، وهذا يسوقنا إلى الاعتراف بوجود المشكلة ومناقشتها بكل تجرد، ووضع الحلول في طريق القضية الجنوبية كقضية مهمة وعمل مقاربات والتأكيد على أن الحوثي معضلة كبيرة والعمل على استعادة الدولة ومعالجة المخاوف والمشكلة وفتح نقاشات أعمق وهو ما سيتيح معالجة كثير من المشكلات والا سيستمر التباين والانقسام.
وأشار بأنه علينا إدراك الحفاظ على المركز القانوني للدولة من أجل دحر اجندات الحوثي ومشروع الإمامة الذي كان ولا يزال من المهددات لليمن والانسان والرؤى الجمعية، واتخاذ قرارات عميقة من أجل سلام عادل وشامل بعيد عما يكرسه الحوثي. كما يجب على جميع الأطراف العمل معا والبناء واستعادة الدولة وهنا يمكن تجاوز هذه المحنة.؟
مداخلات مهمة وإضافات
بعد ذلك أتاح الأستاذ أنور الأشول المجال أمام المتابعين والمتداخلين، فأدلى كل واحد بدلوه منهم: الأستاذ عمر الشلح، ونعمان الحذيفي وهم ناشطين في المجال السياسي وباحثين وصحفيين أيضا ومتخصصين وكذلك محمد الشجاع والدكتور نجيب الصلوي ومحمود الطاهر وناصر القداري وفيصل الجائفي، الجميع كانت لهم إضافات طيبة أكدوا على الوحدة وبعض التخوفات من تعرضها إلى مشكلات كبيرة في قادم الأيام نتيجة الفوضى الحاصلة اليوم والصراع السياسي وتسلط الحوثيين، والدعوة إلى نبذ الحوثي كفكرة وفعل ومنهج، ومحاولة اصلاح الشرعية بما يضمن بقاء الوحدة وعودة الأمن والاستقرار.
النقطة الأهم كانت هي الاجماع على ما تم تقديمه خلال الندوة بأنه بَناء ويعكس جهود “مركز يمن المستقبل للدراسات والتدريب” بقيادة الدكتور جمال الحميري، كما دعا المشاركين إلى تكريس هذه التجربة من خلال طرق قضايا جديدة في الإطار الوطني بما أن هناك جالية واسعة من اليمنيين السياسيين والمثقفين والناشطين والإعلاميين وغيرهم من الفاعلين في المشهد، وتحمل روح المسؤولية في استعادة البلد وتثبيط الأمن والاستقرار والضغط باتجاه الفاعلين والوسطاء من أشقاء عرب ومجتمع دولي كي تعود العملية السياسية لسابق عهدها وترسيخ الديمقراطية والحفاظ على مكسب الوحدة.