منبر حر لكل اليمنيين

أخبار الطائرة

27

كنت مهمومًا، تابعت أخبار الطائرة، وشعرت بالدنيا كلّها صغيرة. تضآل لديّ كل شيء. حتى لو كانت خلفك قوة بلاد كاملة، سيظل مصيرك غامضًا. لا يقين في هذه الحياة يا رفاق، مهما راكمت حولك من ضمانات؛ تظل عرضة للضياع الكبير. لا يقين في الحياة، فالرئيس تائه في الضباب ولست وحدك من يشعر بالتيه أو مهدد بالضياع. الحياة كلّها ضباب. وكلّ الطرقات متساوية. كنتَ راعي أغنام في أقاصي الريف أو رئيس دولة، لا فرق بينكما في سؤال الحياة الأخير.

عش يا صاحبي، استيقظ لتجلب الحطب من الجبل أو الماء من الوادي. استيقظ لتواصل الحياة ولو لم يكن لك من عمل؛ سوى أن تخرج للمشي في الشارع وتتنفس الهواء. امنح كلّ حركة لك في هذه الحياة معنى، هب كل أشياءك قيمة جديدة. ولا تخشى شيئًا بعد اليوم فلا أظن مصيرك سيكون أسوأ من مصير ملك الفرس. انزلق في الجو وفي الحدث حكمة قصوى عن هشاشة الحياة. على السطح تبدو هناك فروق خادعة في طبيعة العيش. في العمق، الحياة هشة دائمًا وقابلة للإندثار لسبب وحتى دونما سبب.

عش يا صاحبي، ومهما تشابكت أمامك الدروب، فالمهم أنك ما تزال هنا، ترى التشابك وقادر على تجريب مسارات بديلة. ضياعك وأنت تمشي بقدميك في الأرض، ألطف من ضياعك في الجو. في الأخيرة، علامة سوء الطالع، لكأن الحياة تعمدت أن تقنصك؛ كي تهبط بك للأبد. منحتك وهمًا للتحليق؛ ثم سلبتك الروح دفعة واحدة.

يا صباح الأنوار. أنتو ليه فرحانين يا جدعان ..

تعليقات