ملف الخارجية كارثي يجب فتحه
كشف السفارات والملحقيات الثقافية والاعلامية والعسكرية اليمنية المنتشرة في أكثر دول العالم حالة فشل الدبلوماسية،بل وإهانتها،فالحصيلة المعرفية لأغلب هؤلاء تثير السخرية،علاوة على أن البعض منهم لا يؤمنون بجغرافية اليمن الواحد ولا بوحدة نسيجه الاجتماعي .
المشاكل التي تواجه وزارة الخارجية تعود إلى العام ٢٠١٤ وما تلاه من خراب للخارجية بسبب القراءات الخاطئة للوزراء الذين تقلدوا كرسي هذه الوزارة وظنوا أنهم باستطاعتهم تشكيل الدبلوماسية وتصنيف الدبلوماسيين حسب أهوائهم،فأسسوا للمحاصة الحزبية والمناطقية والأسرية،وأشرفوا على وضع المنافقين والانتهازيين والأفاقين والوصوليين الذين لا يملكون أي خبرة سياسية أو دبلوماسية .
وتأسيسا على ذلك أصبح أغلب من يعمل في السلك الدبلوماسي هم نتاج لهذه الحصص وللمجاملات،وبات أغلب السفراء مخلدين في السفارات منذ سنين طويلة وكأن أمهاتهم ولدتهم سفراء أو دبلوماسيين من المهد إلى اللحد، فأغلب هؤلاء لم يسمع عنهم الشعب اليمني سوى خبر تقديم أوراق اعتمادهم وبعد ذلك لم يسمع عنهم شيئا .
ولست بحاجة للقول،إن اليمن تحتاج في الوقت الراهن إلى دبلوماسية قوية قادرة على حمل الملف اليمني إلى المحافل الدولية،بهدف كسب المجتمع الدولي وحثه على تقديم الدعم ومساعدة الشعب اليمني على تحقيق أهدافه في السلام الشامل والاستقرار،لأن السلام والحرب يبدآن من وحدة القضية الوطنية وليس من غيرها،وعلى هذا الأساس،فإن اعتماد مبدأ الدبلوماسية المستقلة سيكون لمصلحة القضية الوطنية وسيحقق المصلحة العليا للمتطلبات السياسية والأمنية والاقتصادية .
سيتحمل الوزير الحالي حملا ثقيلا،لكن الجميع يراهن عليه،كونه ابن الوزارة وخبير بالدبلوماسية وهو جدير بأن يفتح ملف السفراء وبحوزته كم هائل من الأخطاء التي ارتكبها البعض منهم،إضافة إلى أن أغلب هؤلاء جاءت بهم المحاصة الفاسدة على حساب الكفاءات الدبلوماسية التي حيدت عن العمل وحرمت من حقوقها المنصوص عليها بالقانون وفي لوائح السلك الدبلوماسي .
نحن على ثقة بأن معالي الوزير شايع الزنداني سيستعين بزملائه الدبلوماسيين الذين تم تجريفهم من وظائفهم ،خاصة وقد سمعنا بأن هناك تحريك لهذا الملف وسيستفيد من خبراتهم في أعادة الهيبة للخارجية والدبلوماسية وترميم ما تشوه منها وسيعمل على وقف استنزاف الوزارة،ففي الوقت الذي تمر فيه البلاد بأزمة مالية،يتم صرف مرتبات ونثريات خيالية لبعثات دبلوماسية منتشرة كالفطر السام في أغلب دول العالم .
نحن على ثقة بأن الوزير الزنداني،سيقوم بإجراء تقييم مهني بالعمل والأداء بعيدا عن المجاملات والضغوط السياسية،وهو لاشك قد رصد الأخطاء والقصور الذي أصاب الدبلوماسية اليمنية،وهو يملك كفاءات دبلوماسية تم استبعادها،وما عليه سوى العكوف على ملفاتهم وسيجد أنهم قادرون على تمثيل اليمن وإعادة الهيبة للدبلوماسية اليمنية .