ضجة تكوين ونزق المتدينين والمؤدلجين
الحديث بازدراء عن مؤسسة تكوين والقائمين عليها من يوسف زيدان وغيره على أنها تنشر الكفر، وتصدر المشهد من قبل بعض رجال الأزهر وغيرهم؛ هو بمثابة تحريض على هؤلاء كما حدث مع نجيب محفوظ وفرج فوده وغيره، غدا يأتي من يعتدي على هؤلاء بالقتل فقط لمجرد أنه سمع آخر يقول عنهم بأنهم يسيئون للإسلام وهو لم يقرأ لهم كتابًا واحدًا.
كانوا يقولون العالٍم (الشيخ) إن أخطأ له أجر وإن أصاب له أجران ونحن نقول أن ان هؤلاء وهم يفكرون بصوت مرتفع وان اختلفنا معهم ببعض ما يطرحون علينا معاملتهم نفس المعاملة ولا يجوز التحريض والقول بأنهم كفرة وملحدين وأن هناك واحد منهم كان بجواره قارورة بيرة.
اليوم جماعة الحوثي في اليمن قبل أن تذهب لاعتقال أي سياسي أو ناشط أو مناهض لمشروعها تحمل معها مجموعة من قوارير الخمر أو آلة صناعة النبيذ وتقول للناس أنظروا اعتقلناه لأنه يصنع في بيته خمر، لذا نقول تعقلوا الاسلام اكبر من ذلك.
ومن هنا فإن الفكر في صراع دائم.. لماذا شيخ الأزهر الطيب وغيره لا ينتقدون الذين يتبركون بالبصاق والمراقد ويقبلون الاقدام والركب ويتمسحون بالخرافة كأنها طب القلوب ودواء الأفئدة ويبيحون في العراق ومناطق التشيع ما لا يخطر على ضمير انسان.
حتى المستشار مرتضى منصور يدعوا لإغلاق مؤسسة تكوين ومحاكمة العاملين فيها وبعدين يا كابتن؛ نفسح المجال للمراقد والقبور الوهمية والسلالات المتعصبة والانساب التي تفعل بنا كل يوم الكوارث.
إشكالية التعصب لا تمنح حقا والعلوم والأفكار عبر التاريخ هي غذاء وردع للجهل والتخلف، والإسلام فكرة سامية وراقية في جوهرها ولا تحتمل كل تلك الترهات التي انتشرت وتم بعثرتها داخل الكتاب وفي دواوين الولادة وعقول الدراويش.
التجديد ليس انحطاط أبدا ولا تقليد سيء ولا الحاد كل شيء من حولنا يتجدد فما المانع من إطلاق العنان للفكر والخيال والحد من ادعاء أن كل علم لا بد وأن يخرج من وجوه ملتحية وإلا فهو خارج عن الملة.
أنا أرفض التطرف من أي طرف كان سواء من يوسف زيدان أو من الشيخ الطيب أو غيره ولا بد من احترام العقل الذي مجده الاسلام و نصوص القرآن وقرنه بالتفكير والحرية والعلم.