منبر حر لكل اليمنيين

صورتك الأخيرة

16

وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تحضرني العزلة والمنفى،
ضحكاتنا،
طريقتنا في تناول الوحدة والغيب والغياب،
والاحتراق والحنين،
والتسكع بلذة،
حين تنهمر علينا القذائف والفتاوى،
وتحضرني طريقتنا في قول أسماء الشوارع التي يصعب
أن نحفظها،
واللكنة الغلط في اللغات التي نتعلمها،
والغلط فيما تعلمنا،
والبصاق السري على القادة
والفشل،
وبرودة الأمكنة والقصائد التي كنا
-قبل أن نتحول إلى البدائي والأرضي فينا،
نحشوها بالمجاز وبالخوف وبصور ليست لنا
وبالرغبة،
وبالنار لكن ليس التي تفح منا،
وبالكلام لا بالصدى،
وبالصمغ،
وطبقات الدهان،
والمسامير،
والمخالب التي خرجت من صالون التجميل
قبل أن يجف طلاؤها
وبكلام الخطباء قبل أن يخف أثره،
وبالكلمات والزيف والأمل،
وبالحديث الطويل عن كل شيء والملل.

 

تعليقات