دستوريا لا بد من إنهاء مهام الحكومة بكامل تعدادها عند تنحية رأسها ويتم تشكيل حكومة جديدة، لكن ذلك لم يحدث مع حكومة بن مبارك، فقد تم تسليمه حكومة جاهزة معطلة خلقيا وثبت فشلها وفسادها .
ونتيجة لذلك لم يجد بن مبارك من وسيلة للفت الانتباه سوى اصطحاب مصوره الخاص ليلتقط له صورا وهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ليقول نحن هنا .
ولست بحاجة للقول، إن بن مبارك لن يستطيع أن يقود حكومة لم يشكلها هو، فالمتعارف عليه أن رئيس الحكومة يختار الفريق المعاون له لتحقيق رؤيته وبرنامجه، والمفروض أن مجلس القيادة الرئاسي يعطي الصلاحيات له، لكي يخفف من حدة الخلافات التي تعصف بالمجلس وتخفف في نفس الوقت من الضغوط على بعض أعضاء المجلس الذين رفعوا سقف الوعود لأتباعهم وأصبحوا عاجزين عن تحقيقها .
كان المواطن يعتقد أن تكليف بن مبارك في تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة غيبت دور اليمن عن الساحة الإقليمية والدولية وأفقدتها ريادتها وماطلت في تحقيق الاستحقاقات الشعبية، لكنه وجد نفسه أمام نفس الحكومة التي باعت المؤسسات وقوضت التنمية .
من الواضح أنه لا توجد جدية حقيقية في ترك الحكومة تعمل على إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي وتوفير الخدمات وملء الفراغ الذي تركته الحكومة السابقة التي عملت على ترسيم حدود الصلاحيات وفق متطلبات المليشيات التي جاءت بها ووفق المرجعية الإقليمية، لذلك ولدت حكومة بن مبارك معطلة، ولا يمكن لرئيسها أن يمتلك عصا سحرية لإصلاح ما أفسده مجلس القيادة والتحالف .