منبر حر لكل اليمنيين

مأساة سهيل اليماني

16

يـا حِـميَرِيُّونَ.. مـا فـي الأَرضِ مِـن أَحَـدٍ
كــالـحِـمـيَـرِيِّـيـنَ إِعــــجــــازًا وإِتـــقــانــا

كُـــنَّــا حُــــدَاةَ الــثُّـرَيَّـا والــثَّــرَى، ولــنــا
بَــيـنَ الـسِّـمَاكَينِ قُـطـبٌ كــان (رَحـمـانا)

وقَــبــل أَن تَـسـتَـدِيرَ الـشَّـمـسُ سَـاخِـنَـةً
كُــنَّـا بـِ(شَـمـسَـانَ) نَـغـلِـيها، و(غَـيـمـانا)

وقَـــبــلَ أَن يَـتَـقَـصَّـى الــرَّمــلُ قَــامَـتَـهُ
ونَـــحـــنُ نَـــغـــزِلُ لِــلــمِـرِّيـخِ فُــسـتَـانـا

وقَـــبــلَ أَن يَــتَـهَـادَى الــبَـحـرُ مُـعـتَـكِـزًا
ونَــحـنُ نَــبـرِي عَــمُـودَ الـصُّـبـحِ غُـدرانـا

لا نَــدَّعِـي الـفَـخـرَ.. إِنَّــا مَــن إِذا ذُكِــرُوا
رَنَـــــا إِلــــى الأُفــــقِ مَــزهُــوًّا وحَــيَّـانـا

نـحـن الـذيـن اجـتَـذَبنا الـعَـيشَ، لا صَـلَفًا
ولا أَذًى، واجـتَـذَبـنـا الــمَــوتَ شُـجـعـانـا

مــا بَـالُـنا الـيَـومَ خَـلـفَ (الـرَّسِّ) مَـوكِبُنا
مُــعَــطَّـلٌ، وهُدانــــا خَــلــفَ (خَـلـفـانـا)!

مــــا بَــالُـنـا نَـتَـسَـاقَـى مِــــن جَـمَـاجِـمِنا
فِــــدَاءَ مَــــن بِــغُــرابِ الــبَـيـنِ داوَانــــا!

شَــــيءٌ عَــــن الــحُـلـمِ أَلــهَـانـا وأَخَّــرَنـا
والــحُـلـمُ إِن طَـــالَ يَــومًـا زادَ هِـجـرانـا

يــا حِـمـيَرِيُّونَ.. لا ذِكـرَى لِــ( حِـميَرَ) فـي
أَبــنــائِـهِ، إِن أَنَـــالُــوا الــحُــكـمَ زُعــرانــا

دُوسُـــوا الـخِـلافَـاتِ إِن تُـقـتُم إِلــى بَـلَـدٍ
إِنَّ الـــخِــلافــاتِ لا يُــبــقِــيـنَ بُـــلــدانــا

لا تَـطـمَـعُـوا أَن تَـعِـيـشُـوا آمِـنِـيـنَ وقـــد
نَــاصَـرتُـمُ الــخُـلـفَ إِغــضَـابًـا وتَـحـنـانـا

هـــذا سُـهَـيـلٌ يُــنـادِي: يـــا بَــنِـيَّ قِـفُـوا
كـــي تُـبـصِـرُوا كَـــم مُـــرادًا زادَ إِمـعـانـا

كــــادَ الــظَّـلامُ عَـلـيـكُم أَن يَــثُـورَ، ومـــا
زِلــتُـم تَـقُـولُـونَ: شَـــوقُ الـفَـجرِ أَعـمـانا!

مَــن غَـيرُكُم مَـن يَـقُودُ الـفَجرَ إِن فُـقِئَت
عــيــونُــهُ، وغَـــــدَا لِــلــشَّـوقِ عَــجَّــانـا!

مَـن غَـيرُكُم مَـن سَـيُعطِي الـنَّجمَ أَجنِحَةً
خَـفَّـاقَةً؟ مَــن سَـيُـعطِي الـرِّيشَ أَلـوانا؟!

مَـن غَـيرُكُم مَـن سَـيُنهِي الشَّوطَ، مُكتَنِزًا
فــي صَــدرِهِ مِـن عُـيُونِ الـقَهرِ طُـوفانا؟!

لا تُـؤمِـنُوا بِـاعتِسَافِ الـيَأسِ، واحـتَرِسُوا
أَن تُـمـنَـحُـوا الــوَهــمَ جُــدرانًـا وأَركــانـا

غَـــــدًا يَــعُــودُ سُــهَـيـلٌ زَاهِــيًــا نَــضِــرًا
يُــعــانِــقُ الأَهـــــلَ أَشــيــاخًـا وفِــتـيـانـا

ولَــــن يَــظَــلَّ أَسِــيــرًا لِــلـتُّـرابِ، ولَــــن
يُــهَــادِنَ الــلَّـيـلَ مَــهـمـا جَـــارَ واخـتَـانـا

سَـنَـلـتَـقِـي ذاتَ فَــجــرٍ تَــحــتَ رَايَــتِـنـا
مُــوَحَّــدِيــنَ، كِـــبَـــارًا، رُغــــــمَ بَــلــوانـا

لا يَــغــلِـبَ الـــيَــأسُ إِلَّا مُــؤمِـنِـيـنَ بِــــهِ
ونَــحـنُ بِـالـحُـلمِ أَقـــوَى الــنَّـاسِ إِيـمـانا

هــــذا بَــيَـانِـي إِلَــيـكُـم، صُــغـتُـهُ جُــمَـلًا
مــــا لُــحــنَ لِـلـعَـيـنِ إِلَّا فُــحــنَ أَلــحـانـا

هَــاجَـرتُ فَـيـهِـنَّ، حـتـى صِــرتُ مُـطَّـلِعًا
وكــاشِـفًـا مــــا سَــيَـأتـي بِــالــذي كــانــا

وقُـلتُ؛ والـشِّعرُ يَـحسُو مِـن فَمِي ودَمِي:
مــا دُمــتُ أَمـلِـكُ نَـفـسِي لَـستُ خَـسرانا

لا أَشــتَــهِـي الآنَ لا حُـــزنًــا ولا فَـــرَحًــا
ولا أُرِيــــدُ عــلــى مــــا قُــلــتُ شُـكـرانـا

إِذا صَــدَقــتُ فَــقَـــولِـي تِــلــكَ عــادَتُــهُ
وإِن كَـــذَبــتُ.. فَــقَـولِـي لــيــس قُــرآنــا

وإِن يَــكُـن لِـــيَ عَــيـشٌ بِـالـهَـوَانِ يُـــرَى
فَــالـحَـمـدُ لـــلــهِ أَنِّـــــي مِــــتُّ إِنــسـانـا

 

تعليقات