هناك سعي لإبعاد اليمن خليجيا وعربيا
اعتمد الاتحاد الأوروبي قرارا يمنح مواطني مجلس التعاون الخليجي تأشيرة متعددة الدخول صالحة ل5 سنوات في إطار توحيد لوائح التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي وهذا يعني أن اليمن ليست ضمن هذا المجلس ولن تكون، وبنفس الوقت ليست ضمن المحيط العربي الذي أنتهى أصلا ولم يبق منه سوى دول متداخلة يحكمها الجوار، كما هو حاصل في المغرب العربي أو الدول المحيطة بمصر وهذا يؤكد الخطر الوجودي على اليمن، فهو غير مرغوب به خليجيا وبنفس الوقت لم يعد حاضرا عربيا .
لا توجد قوى وطنية مدركة لما يخطط لهذا البلد الذي يراد له عدم الاستمرار الوجودي في المستقبل وعزله خليجيا وعربيا وكل يوم يتم تصفية الدولة كي يسهل ابتلاعه، فمع مرور الأيام وبتواطؤ الأحزاب السياسية تم صناعة خرافة وحدة مجلس القيادة الرئاسي بهدف تضليل الشعب اليمني الذي اعتقد لبعض الوقت أن هناك بالفعل مجلس قيادة موحد، ليتبين له فيما بعد بأن تلك الوحدة ما هي إلا خرافة مضللة يراد من خلاله إطعام العامة مسكنات لا غير .
سعت السعودية والإمارات وبتواطؤ الأحزاب والمليشيات لإذابة الشعب اليمني إما بقتله وإما بتجويعه وتغذية الفرقة بين نسيجه الإنساني ومع الأسف بلع الكثيرون ذلك الطعم واتجهوا إلى الصراع بينهم ووقعوا ضحية لتعظيم الهوامش على حساب القضية الرئيسية وهي قضية استعادة الدولة، وأصبح الحديث عن المقاومة الوطنية الممتدة من الساحل مرورا بالضالع وصولا إلى مأرب ما هو إلا نوع من تضليل الجمهور، والحديث عن استمرار المعركة مع الحوثيين، هو إصرار على استغباء الأتباع الذين خدروا تحت ذلك التضليل .
وكم هو مؤسف رغم كل الضحايا الذين سقطوا وحجم الدمار والخراب الذي حل بالإنسان والبنية التحتية، لم نشهد عملية وعي تدفع باتجاه تشكيل كيان وطني يبحث عن التغيير ولو تدريجي لا على مستوى الأفراد ولا حتى المؤسسات، فالجميع يدفع باتجاه حرف البوصلة نحو قضايا هامشية ومضرة بالقضية الوطنية .
لقد استطاعوا اغتيال الوعي الجمعي وشغلوا الناس بالهوامش وضخوا مزيدا من الحقد تحت مصطلح جنوبي شمالي، مؤتمري إصلاحي يتقاذفون بالكراهية ويتبادلون اللعنات، ظنا منهم أنهم ينتصرون لقضاياهم غير مدركين أنهم يعجلون بتحويل اليمن إلى دولة غير قابلة للاستمرار .
هذه صرخة في وجه كل يمني يهمه البقاء على هذه الخارطة، كي يستنهض الهمم للخروج من هذا الوضع المظلم ومواجهة تلك القوى التي لا يهمها سوى الربح على حساب الشعب الذي ينزف دماء الرجال والنساء والأطفال ومن لم تقتله الحرب قتله الجوع، واختتم بما قاله ونستون تشرشل ” أسوأ من عدم وجود حلفاء في الحرب وجودهم “، الخليج يذهب بعيدا والعرب يذهبون بعيدا ونحن كل يوم نفقد هويتنا الجامعة ونهرول نحو الفناء بكل إخلاص .