منبر حر لكل اليمنيين

مأرب …خيوط المؤامرة والواقع المشؤوم..!!!

36

القيادات الحكومية في محافظة مأرب بقيادة محافظ مأرب تميزت بالجشع و الأنانية، فمنذ وصولهم للسلطة تم عسكرة عاصمة محافظة مأرب، وحدث صناعة كيان خفي هزيل متعدد الهويات والانتماء يحكم مأرب بعيداً عن دستور وقانون الجمهورية، أو إشراف وتواجد الحكومة الشرعية وهيئاتها الرقابية والمحاسبية، وما قيادة سلطة مأرب إلا دمية تحركها قوى أخرى مجهولة الولاء والانتماء للوطن.

هذا الكيان الخفي، قام باستصدار قرارات تعيين واشتروا المناصب بملايين الدولارات وهم واثقين انهم سيستعيدون هذه التكاليف من عيون وارواح الشعب وثرواته وابناء مأرب المقهورين على أمرهم، وهم بهذا يؤسّسون مواقع اللصوصية والعبث والاستثمار غير المشروع والمخالف للعرف والقانون.

لقد أبتلى الله مأرب وأبناءها بسلطة أتت لقيادة مأرب في غفلة من التاريخ، واستطاعت قيادة هذه السلطة الفاسدة والمثخنة بالحقد والكراهية من الاستيلاء على السلطة بالمكر والدسائس وكل أساليب الخداع والمراوغة، كما استولت على مقدرات مأرب التاريخية والثروات النفطية والغازية وعوائدها المالية الكبيرة، حيث أن هذه السلطة وأذرعها السياسية والقبلية الفاسدة والمساندة لها تحمل رواسب من ماضي الظلامية والرجعية والالتقاء في احضان الشيطان الأجنبي.

مع بروز ثورة 26 سبتمبر كان المناضلون من أبناء مأرب يحملون السلاح والذخائر ويقدمون الأموال والغذاء للمناضلين للقتال في صف الجمهورية في الستينات ومقارعة المستعمر البريطاني واعداء الثورة والسلاطين والعملاء، أما من يدعون الوطنية الزائفة اليوم الذين وصلوا لسدة حكم مأرب، وهم عبارة عن مولود طريء ومائع يعمل هو بخبث ودهاء لتجميع الموارد الوطنية والمرتزقة من بائعي الوطن للنيل من الثورة ومبادئ الجمهورية دون خوف من الله وخجل من التاريخ والضمير، وحتى ارتفعت راية الربيع العربي المشؤوم حتى طل علينا من جديد البعض برأسهم المحشي بأحقاد التاريخ مع مجموعة من المنظمات الاجنبية والعملاء، الذين اشرفوا على اعداده وتربيته وحولوه إلى شخص جائع للسلطة والمال، ودمية شريرة تقتل وتعبث بكل ما هو جميل ووطني في مأرب التاريخ والحضارة والعزة والكبرياء.

وكما هو العرف في جميع الدساتير والأخلاق والممارسات الإدارية، بأن تقوم السلطات الحكومية والتي يفترض بها أن تكون شريفه أن تعيّن اشخاصاً تنطبق عليهم مواصفات الشرف والاستقامة ومعرفة أصول العمل وحيثياته، على رأس الممارسات والمؤسسات الشريفة، فبدلاً من ذلك تقوم سلطة محافظة مأرب بتوزيع المناصب لمجموعات انتهازية وبألقاب وظيفية غير موجودة في قاموس الدولة ولا تفهم حرفاً واحداً في التعامل مع المنظمات الدولية، التي التصقت بها إلا أنها متخصصه لشؤون تلك المنظمات وخبراء المنظمات، والتي تجد في داخل هذه الوظائف الحكومية مخازناً للسرقة والعبث بالمال العام، واللهاث وراء العملات الأجنبية، والعملات الصعبة التي يكدسونها في زهايب المخازن السرية.

أبناء مأرب يتابعون ويراقبون ما يفعله هؤلاء اللصوص، وكيف يخلقون لأنفسهم مهام السرقة والاستيلاء على ثروات وأموال الشعب وحرمان أبناء مأرب المقهورين من الشراكة في أي شيء، وممن دافع عنها في الماضي والحاضر، حتى المنظمات والجمعيات الدولية أصبحت حكراً لهم ومنبوذة إلا أن تسكب الدولارات إلى جيوب هؤلاء اللصوص من مدراء العموم والوكلاء والقيادات الوهمية الأخرى في محافظة مأرب، ولهذا فإن من سمات هؤلاء القادة اللصوص وحراساتهم الفاسدة، وسكرتارية المحافظة التي تم توزيع مهام وأدوار مشبوهة أخرى لها وهذه القيادات التي تقاسمت الأدوار هم وأشخاص، لا تربطهم بالتنمية والجهاز التنفيذي بمأرب أي علاقة أو رابط سوى أنهم ينفذون أجندات خاصة مع المنظمات الدولية والمراكز البحثية المشبوهة، والدوائر الدولية والاستحواذ عليها بحيث لا يستفيد منها مواطني مأرب بأي شيء أو بتحسين معيشة ذلك المواطن المكلوم.

صارت محافظة مأرب محافظة مغلقة على نفسها بفعل سياسات من يحكمها، فلا تنمية حقيقية ولا شراكة في سلطة أو ثروة، والفساد استشرى فيها بشكل يفوق كل المقاييس والتوقعات، ولكن هناك سياسة تحويلها إلي سوق سوداء بتدبير محكم لبيع ثرواتها ونفطها وآثارها وموروثها، حتى تغدو وكراً لكل الانتهازيين والطامعين فمأرب مسلوبة الإرادة وخارج التاريخ بفعل هؤلاء الغوغائية، الذين نقلو كل قبح الأيدولوجيا إلي هذه البلدة الطيبة حتى يدمروها وينهوا دور أبناءها وقبائلها الأحرار، ويصبح أبناء مأرب خارج كل الحسابات، ويصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية بفعل ممارسات سلطة مأرب التي تسعى لتغييب دور أبناء المحافظة الحقيقيين وشبابها، وتستبعدهم من المشهد تماماً وتقضي على وجودهم السياسي والاجتماعي والمعيشي وتسلم أرضهم وثرواتهم للغير وتصادر أحلامهم وطموحاتهم.

وبينما كان الشباب اليمني والمأربي يناضلون وراء تلك الشعارات باسم الدين التي صدقوها، كانت قيادة سلطة مأرب الأنانية تجمع حولها أولئك المنظرين الحاسدين وانصارها الذين عاهدوها على السمع والطاعة، في كيانهم الخفي والهزيل الذي يدير مأرب من غرفة مجهولة ، وحولوا مأرب وابنائها إلي كتل بشرية من الجياع والباحثين عن المجهول، وبقدر أنين أبناء مأرب الذي ينطلق في السماء ويحوم فوق أرجاء الوطن، إلا أن هناك كوكبةً من الشباب الواعي والشريف الذين اقسموا على أنفسهم، بأن لا يتركون لهؤلاء اللصوص حرية العبث بمأرب وبمقدراتها وأن لا ندعهم يحكمونا إلى ما لا نهاية، وأن هؤلاء الشباب سيتحولون لشعلة تمحو الترسبات التي طفت على السطح وتزيح عن كاهل المحافظة الشوائب من الأفكار والمحسوبية، وسيتحول أنين أبناء مأرب إلى ثورة عارمة ترفض كل أوجه الشللية والتشكلات الخارجة عن واقع الناس وأحلامهم من أبناء المحافظة، وستغدو الأصوات مرتفعة تردد بصوت واحد أبيات الثائر الزبيري:
إن الأنين الذي كُنا نُردِّدُهُ سراً …. غدا صيحهً تصغي لها الأُمُمُ.
لم يبق للظالمين اليوم من وَزَرِ … إلاّ أنوفٌ ذليلاتٌ سَتنحَطِمُ.
إنَّ الّلُصُوصَ وَإنْ كَانُوا جَبَابِرَة…. لَهُمْ قُلُوْبٌ مِنَ الأطْفَالِ تَنهَزِمُ..

فكما أبتلى الله شعب اليمن بقيادات طائفية حاقدة تحكمه من وراء الكهوف الجبلية، فإن مأرب أيضاً ابتليت بحكام يديرونها من داخل حفرة مظلمة محفور لها تحت تلة معسكر صحن الجن، وكما كان قدر الشعب اليمني أن تقتاده فئات الحقد واللصوصية الممجوجة برايات وشعارات العنصرية، فالكهنة وجههم واحد ولو تعددوا ويتوحدون في كل الأوقات والأزمنة لتشكيل بؤر الدمار والفساد وخراب الأوطان.

ولا نقول في الأخير إلى هؤلاء الكهنة إلا أنهم أصبحوا في مرمى ثورة عارمة قادمة من الأحرار من شباب وابناء وقبائل مأرب والوطن العزيز، تجتثهم وكيانهم الهزيل وتحول الوطن إلى موطن سلام وازدهار مصحوب بالأمل والسيادة، وستلاحق لعنات التاريخ كل خائن باع الوطن بقليل من المال، وسيجدون أنفسهم خارج التاريخ في طي النسيان، بلا ماض وبلا حاضر وبلا مستقبل، مقابل النهوض والبناء الحقيقي ومرحلة استعادة الدولة والجمهورية.

*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
26 أبريل 2024.

تعليقات