لحظة يا وطن
حين استأسد البغاث واصاب الرمد عناقيد كرم معشوقته صنعاء، حمل عصاه نحو غنيماته وهناك أمضى الهزيع الأخير من العمر غير متكئ على أحد غير التي يهش بها وينوش وإلى الباقيات الصالحات من شهقات الروح ودندنات الرعيان .
ختم حياته ولا ريب بما تبدأ به حياة الأنبياء وهل كان لحظه ليخطئ المرمى ..؟
وكيف لصاحب رسالة مثل المساح أن لا يغادر عاصمته وعصمة قلبه، وكيف له أن لا ينكر على قومه قطعانهم البشرية التي تتوزع بين راهن ومرتهن..!!
عاش المساح وقد عرفته مذ اوائل سبعينات القرن المنصرم حيات الوله العاشق بالكلمة المتوهجة بالصدق المغموسة بنهر دافق من القيم .
عاش للوطن والوطنية اليمنية بأفقها الانساني، عاش للوحدة للثورة ومبادئها الخالدة ولقيم العدل والحرية والمساواة، ورحل وقلبه ينبض بهذه القيم وكأني به يودع ناسه وكلمته واحبابه وفي حناياه وصايا تستحثنا جميعا للحفاظ على هذه القيم.
فمن أراد أن يتذكر المساح أو يحفظ عهده ويصون صداقته فليحمل رسالته ويذد عنها بسيفه ولسانه وقلبه، قفوا حيث كان الرجل يقف، من كان منكم يحب المساح فليقف في خندق الثورة والوحدة ولا يهادن تيارات الارتهان على حساب تراب اليمن وسيادته، ومن كان منكم وفيأ للمساح واحسبكم جميعا أوفياء فليقف، في صف المساواة والعدالة وحق الشعب في اختيار حكامه، ومن كان منكم بكاءً ندابًا فإن غنيمات الفقيد أولى به!!
لروحك السلام ولك الوفاء صديقي واستاذي وحبيبي يا محمد المساح، ومن لحظة يا زمن كنتها بشرف ونزاهة وتمرد إلى لحظة يا وطن تخلدها ذكراك
رحمك الله ووسعتك مغفرته وجزيت عن اليمنيين خيرا.