الأدباء والكتاب اليمنيين يلتهمهم الفقر ويقضي عليهم المرض
لا أحد يعرف عن معاناة هذه الشريحة ولا عن معاناتهم القاسية، فهم يعيشون مفارقة صعبة ما بين عدم قدرتهم على التكيف مع المليشيات التي لا تقبل بهم كونهم مثقفين وأصحاب فكر ورأي وبين تعرضهم لسوء الأحوال الصحية أو المادية، حالات الفقر والعوز والاحتياج سمة ملازمة لمن يحترفون الكتابة والإبداع .
الكاتب والمبدع اليمني يعيش آلام المرض مثلما يعيش آلام الكتابة، ولا ننتبه إليه، أو نتكلم عنه، إلا حين يختفي أو يكون في النزع الأخير من حياته، ربما موت محمد المساح لفت الانتباه إلى أن حالة موته لم تكن استثنائية، فقد أهمل ولم يذكره أحد إلا بعد أن طواه الموت وواراه الثرى، فتقاطرت كتابات النفاق في العزاء، مع أن أغلب من كتب كان لديه إمكانية أن يجعل المساح وأسرته يعيشون حياة تليق بإنسانيتهم .
هناك الكثيرون ممن أصابهم داء الكتابة وأعجزتهم الظروف عن مواصلة الحياة، يحسبهم الناس أغنياء من التعفف لكنهم يحتاجون إلى دعمهم والوقوف إلى جانبهم في حياتهم وسنذكر بعضا ممن يحتاجون إلى الوقوف إلى جانبهم، أمثال محمد القعود، آمنة يوسف وجدي الأهدل، سمير عبد الفتاح، زيد الفقيه، أحمد محفوظ عمر، بشرى المقطري، عبدالله عبد الإله، منصور السروري،علوان الجيلاني، أحمد المكش، عبد الباري طاهر، أيوب طارش عبسي، عبد الباسط عبسي، سلطان عزعزي، عبد الهادي العزعزي، حاتم علي، محمد صادق العديني، أحمد ناجي أحمد، معاذ السمعي، محمد الشجاع والقائمة تطول، لكن هذه الأسماء تغني عن الالتفات لكل الكتاب والمبدعين في اليمن، فلا خير في قوم تذل كرامتهم ويعظم فيها نذلها ويسود .
كان الشاعر زين العابدين الضبيبي قد وجه رسالة قبل فترة من الزمن، قال فيها: يموتون غرباء على أرصفة الخذلان والتنكر، يعيشون على الكفاف ويمرضون حتى ترفضهم ممرات المستشفيات ويموتون في صمت وحزن ونحن نقول، إلى متى ستظل تأكلنا البلاد التي نعشق؟ وإلى متى ستظل هذه الشريحة تعيش حرقة الإحساس بمواجع الوطن وحرقة الألم الذي يكتوي به الجسد دون أن تجد من يمد يد العون لها؟