منبر حر لكل اليمنيين

ذراع إيران الحوثية تستعد لتدشين المراكز الصيفية الطائفية في المناطق الخاضعة لها

30

تعتزم مليشيا الحوثي الانقلابية (المصنفة على قائمة الإرهاب امريكيا)، السبت، تدشين المراكز الصيفية الطائفية للعام 1445هـ في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، ضمن منهجية غسل أدمغة الأجيال وحقنهم بجرعات من الحقد والانتقام، وإنتاج جيل جديد مفخخ بالأفكار المسمومة.

ودأبت المليشيا الحوثية على إقامة مئات المراكز سنويا وتمويلها من خزينة الدولة، لاستقطاب الأطفال والنشء والشباب، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية المستوردة من إيران، وتجنيدهم والزج بهم في مختلف جبهات القتال‏.

ونقلت وكالة سبأ بنسختها الحوثية، أول من أمس، دعوة المنتحل صفة وزير الشباب والرياضة في حكومة المليشيا والمعين رئيس اللجنة العليا للدورات والأنشطة الصيفية القيادي محمد حسين المؤيدي، دعوة لأولياء الأمور والمجتمع بالدفع بأبنائهم وبناتهم للالتحاق بهذه الدورات الصيفية والمسارعة بالتسجيل بأقرب مدرسة صيفية.

وتنفق مليشيات الحوثي أموالاً طائلة على هذه المراكز وحولتها الى معسكرات تعبوية بهدف غسل أدمغة النشء، وطمس الهوية اليمنية الحقيقية، ونشر ثقافة العنف والموت، وزرع الأفكار المسمومة، والعبث بعقول الجيل الحالي والدفع بهم نحو معاركها العبثية.

خداع وتضليل

وحذّر حقوقيون من خطورة التحاق الأطفال بتلك المراكز التي وصفوها بـ”القنابل الموقوتة”، وأهابوا بالآباء والأمهات الحفاظ على فلذات أكبادهم وعدم التجاوب مع الدعوات الحوثية المشبوهة وتقديم أطفالهم فريسة للانتهاكات لا سيما في المراكز المغلقة.

وبعد نحو شهر من الترتيب والإعداد والترويج لها، لم تلق مليشيات الحوثي تفاعلا لدعوتها من أولياء الامور، لتلجأ حسب ناشطين، إلى استخدام أساليب الخداع الإعلامي المضلل لاستقطاب الاطفال والشباب إلى مراكزها التي تعد وكرا لانتاج الخطاب الطائفي والمذهبي.

واستبقت المليشيا تدشين المراكز الصيفية بتسريب مقطع فيديو على مواقع التواصل، يظهر فتيات يقمن بالغناء على متن سيارة حديثة بصنعاء مع شابين في المقعدين الأماميين لها واحداهن كانت بالمقعد الامامي بجانب شاب هي أخته أثناء ما كانوا ذاهبين لمناسبة اسرية وكتابة عبارة مع حبيبي في العيد، وقامت بتوزيعه على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي عبر بعض الناشطين يعملون لصالحها وفق استراتيجية التحكم بالأفراد أو تسيير الشعوب ليلقى جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره تصرفا منافيا للآداب العامة.

ويرى ناشطون أن المقطع المتداول محاولة تكررها المليشيات بين الحين والآخر للعزف على وتر الاعراض ومكانة المرأة في المجتمع اليمني المحافظ، واستغلال عواطف اليمنيين ورفضهم الفطري للتصرفات المشينة وغير الاخلاقية، بغرض تحقيق أهداف خاصة بها أبرزها تحشيد الأطفال والنشء والفتيات، ودفعهم نحو الالتحاق بالمراكز الصيفية الطائفية بمزاعم حمايتهم من مخاطر ما أسمتها “الحرب الناعمة”.

ويقول الناشط إبراهيم عسقين، في تغريدة له على منصة (إكس)، “بعد الضجة الخاصة بظهور مقطع الفيديو الاخير المتداول والذي تم تصويره في صنعاء.. ظهرت اصوات الحوثيين تدعو لحماية الاولاد والشباب وتنصح بانضمامهم للدورات الصيفية الحوثية التي ستقام بعد ايام!!”، مختتما تغريدته بالقول: “افتهم لكم أو عاده!!”.

فيما يرى أحمد سيف حاشد -عضو مجلس النواب بحكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا- أن “موضوع “الفتاة” القصد منه إلهاء وسائل التواصل الاجتماعي من قضية السموم والسرطنة وقضية اختطاف واحتجاز القاضي عبدالوهاب قطران، وحق الرأي والتعبير.

وعلقت الناشطة رانيا منصور بمنشور لها على صفحتها بمنصة “فيسبوك”: “هذا الشعب من السهل السيطرة على تركيزه واهتمامه بمجرد فتح موضوع يخص النساء. الفاسدين عرفوا كيف يتلاعبوا بتفكيره وعواطفه ليستمروا في فسادهم وعبثهم بدون اي مواجهة”.

وكتبت سمية العريقي على حسابها في “فيسبوك”: “أقلكم إيش قصة نشر الفيديو والهدف من ورائه في هذا الأسبوع بالذات وموضوع الأخلاق في هذا التوقيت.. تزامناً مع التحشيد للمراكز الصيفية علشان يقنعوا الآباء المساكين يدفعوا بأولادهم بحجة التربية والانفلات”.

وقال الناشط انور الحيمي: “أصبح حُسن الظن تُهمة وجريمة لا تُغتفر، وأصبح الخوض في الأعراض مسألة فيها وجهة نظر”.

اما الصحفي وليد العمري فكان له رأي مختلف ارفقه بصورة جموع من النساء اليمنيات يقفن في طوابير طويلة انتظارا للحصول على وجبات الإفطار من مطبخ خيري بذمار بقوله: “المنظومة الأخلاقية في المجتمعات المريضة تتمحور حول الجنس لذلك تظهر النخوة والحميّه ومزاعم الشرف كثيرا أمام فعل مسيئ لاحدى الفتيات لكنه يتلاشى امام جموع كبيرة من اليمنيات اللاتي يتسولن في جولات الشوارع وأخريات يقفن في طوابير طويلة بصورة مهينة بعد عجزهن عن توفير لقمة العيش لأطفالهن الجوعى؟”.

وانتقد العمري ما اسماه الانجراف العاطفي للناس، محذرا من استغلال الحادثة من قبل سلطة الأمر الواقع واعطائها فرصة لتشديد الرقابة وفرض الوصاية على الناس لتتدخل في خصوصياتهم بدون ضوابط قانونية واتخاذها من ذلك ذريعة للقمع واسكات كل صوت ناقد لها بذريعة الحفاظ على الهوية الإيمانية المزعومة.

الناشطة ليلى العامري انتقدت الذين انطلت عليهم الخدعة الحوثية في منشور لها بالقول: “أما كان الأجدر أن يكون ترندكم قطران، أفضل من هتك عرض أسرةٍ شريفة أفرادها إخوان” – في دعوة منها للتضامن مع القاضي عبدالوهاب قطران المختطف في سجون المليشيا منذ مطلع يناير الماضي.

واعتبر الناشط محمد محمد القاضي، في منشور له على منصة “فيسبوك”: ترند الحوثة تمزيق النسيج الاجتماعي، والخوض في اعراض شعب مكلوم وتحكم سيبراني في خصوصيات المواطنين، بصفتهم الشركة القابضة لمصالح الشعب”.

وحذر مراقبون من تمرير المليشيا الخدع والتسريبات المزيّفة على اليمنيين وخطورة استدراجهم وفق سياسة التحكم بالرأي العام بغرض إلهائه وصرفه عن مناقشة المشكلات والقضايا المهمة والضرورية بالنسبة له، والمطالبة بتوفير الخدمات المجانية المكفولة بحسب القانون والدستور.

كما أنها تهدف من مثل هكذا إجراءات صرف الموظفين عن المطالبة برواتبهم المنهوبة لأكثر من سبع سنوات، أو الافراج عن المعتقلين والاصوات الناقدة لممارسات وفساد قيادات المليشيا ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم من عناصرها، وصرف الأنظار عن تواطؤ قياداتها مع مستوردي ومهربي المبيدات القاتلة وادخالها للبلد بالمخالفة، فضلا عما تفرضه من جبايات وغيرها.

وأشاروا الى ان هناك مساعي حوثية لاتخاذ اجراءات مشددة وتفعيل الشرطة الراجلة ووحدة أمنية خاصة تأتي بالتزامن مع زيادة الاحتقان والغليان المجتمعي في صنعاء وبقية مناطق الانقلاب، خاصة بعد أن أصبح الرأي العام اليوم مدركا لما تقوم به من محاولات إلهاء واشغال للشعب، عن أهم قضاياه الحيوية والمصيرية.

وتزداد مخاوف المراقبين من قيام المليشيا بفرض قيود جديدة على المواطنين وخاصة النساء، وتشديد قبضتها وسطوتها الأمنية، وإخضاع المواطنين واذلالهم بعد سلسلة من الإجراءات التعسفية والمضايقات التي طالت الحريات العامة بمناطق سيطرتها.

تعليقات